السنة الداهشية ال 37
الذكرى ال 37 لإعلان الرسالة الداهشية
من أقاصيص: زينة حداد
ترجمة: سمير الحداد
لم يكد فجر العام 1942 يفتح جفنيه حتى أطلقت الشمس الحرى سهام نورها الذهبية على العالم المُستغرق في النوم وأيقظت الحدائق من خدرِ الشتاء وخموله.
ولدت البراعم واكتست الأشجار شيئًا فشيئًا بحلّة خضراء، وانبسط فراش من العشب الأخضر على السهل حيث تناثرت الزهور هنا وهناك واسبغت البهجة على المروج بألوانها المتعدِّدة. وغنت الطيور هذا الصاج البهي أنشودة السعادة، فقد حلَّ فصل الربيع ساكبًا الحانة وأناشيده المختلفة دفقات ملؤها الدفء والحياة.
اليوم يهبّ النسيم العليل يُداعب الطبيعة الجميلة بلطفٍ وهو يدندن أنشودته، ويلف هذا الجمال بكل محبّة ويوشوش قائلاً لاصدقائه:
أنا اليوم آتٍ من البعيد البعيد. لقد شهدت في السماء البعيدة ولادةً نجم. إنها نجمة صبح جديدة تبشر بولادة الرسالة الداهشية.
يا الله! هتفت الأشجار والأزهار، جوقًا موحدًا. وباهتمام زائد، أوقفت أفواج الجداول جريها وأصاخت السمع، وكذلك فعل جميع سكان الحدائق. أجل، أجل تابع النسيم العليل قائلاً: ألم تعلموا بعد؟ رسول الاله حلّ! على الأرض، واليوم تبدأ رسالته مع الأول من الربيع، ويلمع نجمه في الجلد الأزرق؛ إنها السنة الداهشية الأولى.
أصبحت الأزهار أكثر جمالاً وتألقًا تحت نجمة أبولون وقالت: "من الذي أخبرك بذلك؟.
آه، أجاب النسيم العليل مُتعجبًا، ما تحسبنَّ أني أكون؟ أنا لدى جناحان، وفيما أنا أحلّق بالقرب من الكواكب، شاهدت نجمًا جديدًا يتألٌق، فاقتربت منه قائلاً، أيها النجم، من أين أنت أتٍ؟،
فأجابني، لقد ولدت الآن، أنا من نجوم الدكتور داهش، أب الداهشية، سأتوهَّج دائمًا من أجله، إنه رسولٌ إلهي.
أنا أمثل العام الأول من حقبة جديدة وسأكون في الزمن الآتي منبعًا لعقيدة جديدة ستنتشر في العالم منذ الآن.
ثم ابتسم لي وهو في أبهى ما يكون من الروعة، ولفّني بشعره، بخيوط من الضوء وأضفى عليَّ حلّة من جماله الصارخ.
وهكذا، أخوتي وأخواتي، يا من تعشقون الأرض، أنا أدعوكم إلى الفرح، إلى البهجة. فلنمرح ونحتفل بالحدث السعيد، فقد ولدت الرسالة الداهشية.
عندئذ احتفلت الطبيعة، طبيعة هذا الفصل الجميل المُزدان بالأزهار وأحيت العيد الأول للرسالة الداهشية بسعادةٍ لا تُجاريها سعادة. وبزغ فجر الدكتور داهش في الأفق، في السماء الأرجوانية، ولكي يلقي التحية على الأرض، انسكب شلالات من الضياء.
واليوم، إنها السنة السابعة والثلاثون من عمر الرسالة الداهشية التي أطلقت أولى بشائرها.
شاهدت في سماءٍ بزرقة الليل سبعة وثلاثين نجمًا كانت جميعها تتألق في الفلك. وكانت النجوم ترقص غبطة وترسل دفقات من الشمس، وتتقدم جنبًا إلى جنب حتى تشكل في نهاية المطاف عبارةُ داهش حتى الأبد.