ذهبَ الأحباب
أين أصحابي؟اين أحبابي؟ عن عيني موكبهم قد غابْ
- فماجدا(1) الداهشية استُشهدت كضحية، إذ كشَّر الموتُ لها عن النابْ\
- وأمي(2) رحلت بشهر تشرين مُنضمةً لقافلةِ الأحبابْ
- وبلبلُ المنابر دمُّوس(3) جابْ.
- والمُجاهد جورج حداد (4) خلع رداءه المادي وانطلق، فذهابُه دون إيابْ.
- وبولس(5) خانه خافقُه، فتوقفت ضرباتُه، فإذاهُ يتذوق الصابْ.
- وخبصا(6)، يا لخبصا! اين ميلُهُ؟ لهف نفسي عليه قد غاب،
------------------------------------------
- (1)ماجدا حداد الداهشية انتحرت بتاريخ 27 كانون الثاني 1945 احتجاجًا على تجريدي من جنسيتي وتشريدي ظلمًا واعتداءًا.
- (2)عانت الامرين واشتد حزنها عى ما اصابني من الظلم الرهيب، فانطلقت روحها في فجر 23 /11/1949 ببيروت.
- (3)الشاعر حليم دموس الداهشين بلبل المنابر وغريدها، وقد توفي بمستشفى الجامعة الأمريكية في 27/9/1957 ببيروت.
- (4)الأخ جورج حداد الداهشي عديل بشارة الخوري وقد دخل السجن مع الشاعر حليم دموس ظلمًا وعدوانًا. وقد توفاه الله بتاريخ 17/8/1969
- (5)بولس فرنسيس أحد الأخوة الداهشيين، وقد كان يشكو من علَّة بقلبه. وقد توفي من جرائها بتاريخ 13/10/1967 ببيروت.
- (6)أخي المُفدَّى جورج خبصا، هذا الأخ المُتفاني بجهاده، الحاتمي بكرمه، وقد توفاه الله بتاريخ 8/11/1969 ببيروت.
-------------------------------------------
وانضم إلى الداهشيين وتجاوز السحاب.
- وماري(7)، هذه الشهيدة، جبَّارة بجهادها، فريدةٌ بأدبها، فقطيعُ الأنذال لها هابْ!
قافلة إثر قافلة تتوارى، مُخلفةً أرض الشقاء، أرض البؤس والعاب.
وأنا قد تاقت نفسي للحاق بهم، حيثُ نحيا معًا، فهمُ لي خيرُ صحابْ.
الولايات المتحدة الأميركية
الساعة 8 صباح 11/4/1977
------------------------------------------
- (7)ماري حداد الداهشية شقيقة لور زوجة بشارة الخوري رئيس الجمهورية اللبنانية. وقد سجنت ماري حداد بعهد بشارة الخوري إذا أصدرت سلسلة من الكتب السوداء المحتوية على تفاصيل الجريمة – جريمة القرن العشرين – التي كشفت فيها أسرار ظلم الدكتور داهش من أفراد عائلتها المتربعين بدست الأحكام.
وقد تحملت ظلام السجن في سبيل دفاعها عن الحق، شاجبةً الباطل، مُذيعةً أنباء الجريمة التي ارتكبت بالقرن العشرين، قرن العلم والنور، مُظهرة أن الجملة القائلة "نيال يلي عندو مرقد عنزة في لبنان" إنما هي كلام للاستهلاك فقط، وليس لها ظل من الحقيقة، وما هي إلا كلام سرابي مؤسف.
وقد توفيت الأخت ماري سجينة الظلم بتاريخ 1/1/1973. وكانت من أكبر الأديبات وألمعهن، فضلاً عن إجادتها لفن الرسم. وقد ترأست جمعية الفنانين في بيروت. رحمها اللها وأثابها.