من فمه أُدينُه
ستة وعشرون يومًا مضت تحملها بآلام جسيمه
أدخلته هذه الآلامُ بفلكها، فإذاه يُقهر بجحيمه
فقد فردوسه إذ توارى عنه وفرَّ منه نعيمهْ
مذ سقوطه سقطة الموت(1)، تهمشت يدُه، فإذا بالألم يضيمُهْ
وكي يتناسى آلامه حينًا أمسك كتابًا ليكون نديمهْ
فإذا به "كرم على درب" فقهقه من تفاهات نعيمهْ
وكي لا تظنني متجنيًا فسأكرر عباراته وهي تفضحهُ وتشينُه
قال: "من استهان بالغير هان للغير"
- وها قد استهنتُ به فاسمعوا صدى أنينهْ
قال: "سكوت صاحب الحق عن حقه شجاعة"
- إذاً، ليصمت، وليطلب الغوث من صنينه(2)
قال: "ما فات ما مات، وما مات ما فات"
- عباراته آفاتٌ، وأيّة آفاتٍ! والله لن يُعينهْ
قال: "قلتُ لطفلٍ بحضن شيخ: (إنكغْ)،
فتبسم الشيخ وقال: (إنكغْ)"
- هي سفاسف نعيميَّة لا تفهمها شماله من يمينهْ
---------------------------------------
(1) سقطتُ على يدي بتاريخ 16 نيسان 1976 سقطة الموت المزلزلة، ولم ينجع فيها طب أو دواء
(2) جبل صنين بجوار بسكنتا قرية نعيمه.
----------------------------------------
قال: "هدلت الحمامة فقالت لها البطة: لحنت، فقولي (قواق قواق)"
- ليت خناقًا منع نعيمه عن هذه المهزلة، فقد مزج أدبه بطينه
قال: "للحسود ألف عين، ولكن بكل عينٍ ألف جمرة"
- صدقتَ، فمن يحسد جبران تلتهمه الجمرات ويفتضح مينه
قال: "باضت الحمامة، فقوقأت الدجاجة"
- أأديبٌ من يُذيع سخافة القوقآت؟ خسىئ أدبه وكذبت يمينُه(1)
قال: "صرف العمر بإتقان الكتابة ليُذيع جهله الفاضح"
- كأنه يصف نفسه بعدم استطاعته مجاراة جبران زاعمًا أنه نديمهْ
قال: "وقوقت الدجاجة: واق ثم واق ثم واق"
- من يردد (واق واق) عليه بالتواري بجزر الواق واق ليقضي سنينهْ
قال: "الضباب ظلام أبيض، والظلام ضبابٌ أسود"
- سوَّدت وجهك بمهزلة كلام لا معنى له، والأدب حرقت مسينهْ
قال: "ملوكُ العبيد ملوكٌ عبيد"
- جملة خنفشارية تضحك الثكلى، فأدبكَ يساوي يقطينهْ
قال: "من لا يبصر غير محاسنه ومساوئ الغير، فالضرير خيرٌ منه"
- أغدقتَ على نفسك محاسن وهمية طاعنًا بجبران بسوء نية؛
إنما تعمى البصائر اللعينهْ
أوليستْ سخافاته هذه تحتاج لمن يصحح اعوجاجه، ويحسن تقويمه؟
فكبرياؤه الكاذبة جعلته يظن أن النبي موسى أصبح كليمهْ
لقد ظن نفسه مسيحًا جديدًا، ولذا فسيمحي من الدنيا دينهْ
أنا ما تهجمتُ عليه مطلقًا، بل عباراتُه البهلوانية تدينهْ
------------------------------
(1) اليمين: القسم.
------------------------------
لقد ظن البلهاء أنه أديبٌ، فإذا أردتم معرفة حقيقته فاسألوا عنه جهينه
قالوا: "قسوت عليه"! فقلت: "أنا أريد إغراقه لا تعويمه"!
فلسخافته يظن أن أكبر كاتبٍ في كرتنا إنما هو زعيمُهْ.
وهو يردد أنه ليس من أديب لوذعي يستطيع أن يكون قرينه
ويعلن بما كتبه كذبًا أن جبران هو غريمهْ
وقد استقى ما ذكره عنه زورًا من الشيطان رجيمهْ
ولو درى هذا المُتكبر السخيف أن ما كتبه عن جبران يهينه
خسئتْ طنونه التافهة، فقد استقاها من معينه
سأجرعه سُمًّا زعافًا، يصرع الجن اللاجئ إلى كمينهْ
أنا لم أُشهرهُ، بل هو شهر نفسه بكتبه الغثة السقيمه
الولايات المتحدة الأمريكية
الساعة السادسة صباحًا
تاريخ 11/5/1976