الرجلُ فاسقٌ والإمرأة داعرة
هو الحبُّ!
الحبّ دائمًا لا غيره يربطُ الرجلَ بالمرأة، ويقيد المرأة بالرجل.
هو الحبُّ السامي، الحبُّ العفيف، الحبُّ المنزّه عن الشهوات،
الحب البريء، الحبّ الطاهر، الحبّ لأجل الحب،
وغيرها وغيرها من العبارات التي ملأوا الكتب بها...
وقرت الآذان من سماعها، وردَّدتها الألسن،
ولاكتها الأحناك ودوَّنتها الأقلام،
ومُلئت بها الطروس، ورسمتها رِيَشُ الفنّانين،
وتغنّى بها الشعراء، وسارت بها الركبان،
وتحدثت بها الأُمم، ونمقتها الكتابات النثرية، وحفظتها العقول؛
هذا ما قالوه عن الحب، وما لفقوه حوله من أساطير،
جميعُها كاذبة وكلُّها مماذقة بمماذَقة!!
فليس هناك حبٌّ كما زعموا ويزعمون،
فلماذا؟ لماذا لا يجهرون بالحقيقة
الساطعة أنوارها كأنوار الشمس المُشرقة؟!
لماذا لا يقولون إنها الشهوة العارمة وليس (الحبّ)؟
إنها الرغبة المتأججة في صدور الرجال والنساء.
إنها الطلب الملحّ للاندماج الجسدي الحيوانيّ.
إنها شهوة بهيمية عظمى لا يقف أمامها أيُّ حاجز.
إنّها ليث مزمجر متبهنس لينقضّ على فريسته فينهشها بلذَّة عظمى.
إنها طلب جسدي ملح يرغبه الرجل مثلما تتوق إليه الأنثى.
إنها أُمنية كلّ مخلوق ومخلوقة بمجرد تجاوزهما نطاق الطفولة.
إنها رغبة طاغية تردّم الحواجز وتحطّم المواقع فتدكُّها دكًّا عاصفًا.
إنها غولٌ نهمٌ يندفع لإشباع جوعهِ الطّاغي.
دون النظر للنتائج مهما كان أمرها عسيرًا.
فلماذا؟ لماذا يدجِّلون بإلباس كلامهم رداءَ الباطل، مُذيعين عن الحبِّ ما ذكرته في أول مقالي مردِّدين إنه الحبُّ السامي،
الحب العفيف، الحب المنزَّه، الخ الخ؟...
وما هم إلا كذبة ومراؤون! فهم يعرفون ويتأكدون أن كلامهم
ما هو إلا سفسطة كلام، وما هو إلا وهم باطل وظل حائل!
فالحب هو الشهوة، والشهوةُ هي الحب دونما ريب اطلاقًا.
فالكاهن عندما يردِّد الكلمات التقليدية، قائلاً إنه أصبح قرينك،
فزواجُكما زواج مقدسٌ، يتأكد كل التأكد
أنه يدجلُ ويماذق ويفتري على الحقيقة.
فلو لم تكن هنالك تقاليد للزواج، ولو لم يكن كهنةٌ،
هل كان يتعففُ الرجلُ عن المرأة؟ وتتنسك المرأة عن الرجل؟
إن هذا من رابع المستحيلات، ولا يتم حتى في عالم الأحلام والأوهام.
فالرغبة بالجنس تولد مع الرجل والمرأة،
فكلّ منهما لا غنى له عن الآخر اطلاقًا.
أما حديث الطهارة، وإمساك النفس عن الجنس والعفاف وأضرابه،
فما هو إلا حديث خرافة تصفعها الحقيقةُ فتدمرها تدميرًا.
الرجل يتأكد أن المرأة التي يريد أن يقترن بها ذات علاقة جنسية مع سواه،
ومع هذا لا يكترث، فيقترن بها،
واضعًا في رأسه قرني تيس، وبمؤخرته ذنب جحش!
فلماذا طلَّق شرفه، وداس على كرامته؟
لأن شهوته البهيمية تغلبت على عقله فأوردته موارد التهلكة.
وكذلك قل عن المرأة: فابالرغم من معرفتها الوطيدة.
بأنّ طالب يدها ذو علاقات جنسية مع العديد من النساء، لا تأبه لهذا.
فهي تريد ربط حياتها بحياة هذا الغبي الذي طغت شهوته على عقله،
فأطفأت نور بصيرته.
- إنما تعمى البصائر لا الأبصار-
- فهي تراه مطية – كالحمار، تمتطيه مستنزفة أمواله في الليل والنهار،
مُتصرفةً بشؤونه، ضاحكة بعبها على غبائه وعدم تبصره.
فهي كالداعر، تريه من فنون غوايتها ما تخجل منه محترفات الدعارة، لتزيد حدة شبقه وتستعبد، بتبذلها القبيح،
هذا الأحمق المأفوف الذي يتساوى مع الدّابة الحمقاء.
فمن تطغى شهوتُه على عقله،
لا ضير إذا أصبح أُلعوبة بين ذراعي دَاعر مُحترفة البغاء.
هذا رأيي أُعلنه للملإ قاطبة. فقول الحقيقة واجبٌ وإعلانُها ضروري!.
أما التسترُ وراء عباراتٍ غبية مما ذكرته في أول مقالي،
فهو حديث الإفك الدنيء، وشتانَ ما بين الحقيقة والباطل!
فإذا كان هنالك حبٌّ حقيقي سامٍ بين رجل وامرأة،
وحبٌّ طاهر، وحبّ منزّه عن الشهوات مثلما زعموا ويزعمون،
فلْيُرنا هذا الرجلُ العفيف وتلك المرأة المُحصنة لفرجها
أنهما لم يتباضعا ولم يلوثا هذا الحب العفيف (بالكلام فقط).
فليقصرُ الجميعُ جميعُ من يتخرضون عن نوافل الكلام،
وتوافه العبارات السخفية؛
وعليهم أن يُعلنوا الحقيقة على رؤوس الأشهاد،
قائلين بصوتٍ جهوري تردده الآفاق:
إنَّ الرجل فاسق والامرأة داعرة!!
أنجزت كتابة هذه القطعة في الساعة 12 وربع من فجر 30/7/1978
بشقة الأخ غازي براكس بنيويورك