الكرة الأرضية قد مادت
دُنيانا قد اهتزت!
وكُرتنا الأرضية قد ارتجَّت!
والجبالُ الشامخة قد اعترى أفئدتها الوجل!
فخفقت هذه القلوب ثم ارتجفت!
وعواصمُ الأرض كأنما دكتْ،
لأن جوداس المُجرم، جوداس الآثم،
جوداس هذا الشيطان الرجيم،
هذا الإبليس الزنيم،
قد اغتال الصدق، قد نحر الحق،
قد نحر النبالة،
قد أزهق الصلاح في عالم الطلاح.
لقد اغتال المُدافع عن الحق ضد الباطل،
اغتال مُحتضن الفضيلة ومُستلّ سيف النقمة على الرذيلة،
اغتال المُكافح والمُنافح عن العدالة في أرضٍ نحرت العدالة،
اغتال نبي الحقّ والبر والنور
في أرضٍ يسودها الباطل، في أرض الشرور.
لقد اغتال غاندي قدِّيس الهند،
بل قدِّيس الكرة الأرضية بأسرها.
اغتاله فاغتال الصلاح – واغتال الفضيلة واغتال المُثل العليا.
وقد أكَّد مقتل هذا الرجل البارّ
أن الأرض لا تستحق وجوده بين البشر الأشرار.
كما برهن أن الفضيلة لا يمكن أن تحيا في أرض الشرِّ والجريمة.
وهل ثمة تحقير أكثر من هذا التحقير لأبنا الأرض الزرية؟!
إذ أكد الواقع أنهم لا يستحقون هذا النبي المُنزَّه بين ظهرانيهم،
فرحل عنهم مُخلفًا لهم شرورههم يعمهون فيها،
ومخازيهم يغصون حتى أعناقهم في لججها.
فإليكَ، إلى روحك السامية،
إلى روحك البارة الرائعة في جنات الخلد،
أرفع كلمتي هذه لأقول لك:
" إن الشر لا يزال هو السائد في عالمنا التاعس،
وإن رايته هي المُنتشرة في الكرة الأرضية،
وسيبقى ما بقي في الدنيا ذكرٌ وأنثى.
أما مبادئك وتضحياتك في سبيل الفضيلة،
وصلاحُكَ الذي لا يختلف فيه اثنان،
فقد سجَّلها التاريخ لك في صفحاته.
وستبقى سيرتك العبقة نبراسًا للبشرية
يقرأون عنك ما سجَّله التاريخ
فيباركونك وهم مُنذهلون من تبتُّلك.
فلتهنأ روحك في جنة الخلد،
أيُّها القديس القاطن في الفراديس.
وليت أحد أبناء هذه الأرض
يستطيع أن يترسم خطواتك!
ولكن...
ما كلُّ ما يتمنى المرء يُدركُه تجري الرياح بما لا تشتهي السفنُ
إن هذا حلمٌ صعبُ التحقيق،
إذْ لن يوجد أي مخلوق يستطيع سدَّ الفراغ
الذي خلَّفته لنا بذهابك.
ستوكهولم – اسوج – في 18/6/1972
الساعة التاسعة والنصف صباحًا