صلاة داهش
مُنذ علّم السيد المسيح تلاميذهُ الصلاة الربانية
"أبانا الذي في السماوات، ليتقدس اسمُكَ، ليأتِ ملكوتُك..."وحتى يومنا هذا، لم يستطيع أحدٌ ما أن يأتينا بصلاة خشوعية تهفو لها النفسُ، وتطمئن لها الروحُ مثل هذه الصلاة التي يشعرُ من يُصغي إليها بخشوع تام وسكينةِ نفس مهينة. إنها صلاةٌ ذات كلمات بسيطة، ولكنها تمتلكُ النفس وتأخذ بمجامع القلوب. وهي من السهل المُمتنع.
ومكثت هذه الصلاة التي يتلوها ملايين المسيحيين بخشوعٍ تامّ طوال 2000 من الأعوام، حتى جاء مؤسِّس الداهشية، ووضع للداهشيين صلاةً روحية ذات كلمات تستهوي النفوس، وتقطن في الضلوع، وتسمُو إلى عالم الروح، عَالم الطهر والنقاء، عالم الخلود والبقاء.
حليم دموس
إن هذه الصلاة الروحية اسمها:
صلاة النبي الحبيب الهادي
هي كلمة السماء إلى الأرض، يتلوها المؤمن فيراها الطريق التي توصله إلى الخالق جلت قدرته، إذ إنه يرى رُوحه تجوسُ أثناء تلاوتها في عالم الفردوس البهي، فينتشي ويتملكه شعورٌ مُقدسٌ يهيمن على نفسه، فإذاهُ مأخوذُ بروعة كلماتِ هذه الصلاة الخشوعية الخالدة:
صلاة داهش
يا ابي وأبا البرايا، إرحم ضعفنا الموروث
شدِّد قلوبنا كي نُؤمن بقدرتك وتنحدِثَ بعجائبك
اغرسْ في أعماقنا بذور الحب والشفقة والرحمة والحنان
أبعد عنَّا التجارب التي تريد غوايتنا وإسقاطنا في دياجير الخطايا
سدِّد خطواتنا في طريق الحقِّ والنورِ واليقين.
أبعد عنا الأفكار الدنيئة، ولا تدعها تقربُ منا
أنت خالق البرايا وما فيها، فرحمتك وحنانك
يسعان كل الكائنات؛ معلومها ومجهولها
أشفق علينا يا الله، ولا تحاسبنا مثلما نستحق، فنهلك،
لا تدع الطمع يستولي علينا فيجرفنا بتيارِهِ الرهيب
دع القناعة تحتلُّ أرواحنا فلا نطلبُ سوى القوتِ فنمجدك.
أبعد عنا الاشرار والهازئين بكلام الله، أَنِر بصائرهم.
طهّر أرواح الخطاة؛ وأرسل لهم قبسًا من أنوارك الإلهية
فيخشعوا لعظمتك.
أقلنا من العثرات الرهيبة. واشمل الجميع بعين عِنايتك الساهرة.
أيها الأبُ العطوف!
كُلُّ من القى اتِّكالهُ عليك، وعمل بوصاياك،
وضحَّى من أجل اسمك واحتقر رغباته الأرضية،
ونبذَ الدينويات، وعطفَ على البؤساء،, وبشَّرَ بعجائبك.
وآمَنَ بنبيَّك الحبيب الهادي،
فله السعادة والسماء، والنور والسناء.
هُنالك حيثُ الضياءُ والبهاء، إذ يخلُدُ مع الخالدين
ويتنعم بأنوارك الوضاءة، حتى أبَدِ الآبدين.
آمين.
داهش 13 اب 1942