الدّيانة الداهشية
وجهكِ أروعُ من وجوه فتياتِ الفراديس وقيان جنَّاتِ الخُلد!
وعيناكِ دُرتان تتوهَّجان، فتبهران الأنظار بتألُّقهما العجيب!
وجبينُكِ جنَّةُ عدنٍ حيثُ رتع آدمُ وحواء!
وشعرُكِ كأغصان الصفصاف،
يداعبُ النسيم العليل البليل أفنانها المُتهدِّلة!
وفمكِ الأحوى كخاتم النبي سليمان،
أبصمُ عليه قبلتي المُلتهبة بحبَّك!
وشفتاك وردتان نادرتان: قرمزية وجورية!
وأذناك، يا لروعتهما! ما أشدّ فتنتهما!
فالأذن اليمنى جوهرة كوهي نور الشهيرة،
واليسرى ماسةُ التيجان المتألقة بأنوارها الساطعة!
وعنقُك برجُ بابلَ المُتشامخ بعنفوان!
وذراعاكِ أشبههما بالصليب المُقدَّس
الذي سُمِّرَ عليه سيِّد المجد!
وأنفُكِ دقيق، ومبسمكِ رقيق!
وأسنانُكِ لآلئ تتوهَّجُ، وماساتٌ تتألٌّقُ بأشعتها العجيبة!
فيتكسَّرُ النورُ على النور.
وساقاكِ عاجٌ نفيسٌ يتمنَّاهُ أباطرة أثيوبيا!
وقوامُكِ جبلُ حملايا الشامخ الذُّرى، البعيد المنال!
وهامُكِ جبلُ كلمنجارو الأفريقي المُتسامق نحوَ بروج السماء!
فراح يلتهمُ محاسنكِ الخلابة بناظريه الخفيين.
وصدرُكِ العجيب، صدركِ الفردوسيُّ البهجات،
إنَّ هو إلا حديقةُ البارناس المُترنحة بلذاذاتها الخالدة!
ونهداكِ يمامتان وديعتان أفتديهما بنفسي وروحي وقلبي وحسِّي.
إن صنين خشع لجمالك المُذهل،
وأرز لبنان أنشدكِ نشيد حبّهِ السامي،
وبلابلَ الغياض غرَّدت لفتنتكِ الفينوسية،
وشحارير الأرباضِ رنَّمتْ بترانيم الفرح لفتوتك،
وصحراء سيناء أنشدتكِ ترانيم بني اسرائيل،
عندما تاهوا بفيافيها أربعين عامًا كامِلا؛
وصهيون مهبط الوحي والتجلّي الإلهيّ
انحنى إجلالاً لِروعةِ مفاتنك؛
وهيكل سُليمان باركَ البطن الذي حملكِ،
وأهرام مصر العظيمة تحدثت بعذوبتكِ،
وأبو الهول الصامت نطقَ عند رؤيتك،
وجبل الطُّور سجدَ لأنوثتك،
ولم يسبق لهُ السجودُ إلا لخالقه ومكونه.
فكيف بي لا أنتشي، وترتعشُ روحي عند مُشاهدتِكِ؟!
فأنت، بأبي وأمي، يَا من تدلَّهتُ بغرامها المشبوب،
فأنتِ أروعُ أحلامي، وأبهى تصوراتي!
وستبقين مثلي الأعلى حتى يوم مماتي.
الولايات المتحدة الأمركية
الساعة 11 ونصف ليلا
تاريخ 3/3/1977