أنا أؤمن بأنه توجـد عدالة سماويّة, وأن جميع ما يُصيبنا في الحياةِ الدنيا من مُنغصات انَّ هـو الاّ جـزاءٌ وفاق لِما أجترحناه في أدوارنا السابقة من آثـامٍ وشـرور.ولهـذا يجب علينا أن نستقبلَ كلّ مـا يحـلّ بنـا من آلامِ الحياةِ ومآسيها غير مُتبرّمين ولا متذمّرين , بل قانعين بعدالةِ السماء ونُظمها السامية.

Highlighter
أحبُّ الكُتُبَ حبَّ السُكارى للخمر , لكنَّني كلَّما أزددتُ منها شرباً, زادتني صَحوا
ليس مّنْ يكتُبُ للهو كمَن يكتُبُ للحقيقة
الجمالُ والعفّــة فـردوسٌ سماويّ .
لا معنى لحياةِ ألأنسان اذا لم يقم بعملٍ انسانيٍّ جليل .
اعمل الخير , وأعضد المساكين , تحصل على السعادة .
من العارِ أن تموتَ قبل أن تقـوم بأعمالِ الخير نحـو ألأنسانيّة .
الموتُ يقظةٌ جميلة ينشُدها كل مَنْ صَفَتْ نفسه وطَهرت روحه , ويخافها كلّ من ثقُلت أفكاره وزادت أوزاره .
ان أجسامنا الماديّة ستمتدّ اليها يـد ألأقـدار فتحطِّمها , ثمّ تعمل فيها أنامل الدهـر فتتَّغير معالمها , وتجعلها مهزلةً مرذولة . أمّا ألأعمال الصالحة وألأتجاهات النبيلة السّامية , فهي هي التي يتنسَّم ملائكة اللّه عبيرها الخالد .
نأتي إلى هذا العالمِ باكين مُعولين، و نغادره باكين مُعولين! فواهً لك يا عالمَ البكاء والعويل!
جميعنا مُغترٌّ مخدوعٌ ببعضه البعض.
العدلُ كلمة خُرافية مُضحكة.
أمجادُ هذا العالم وهمٌ باطل، و لونٌ حائل، و ظلٌّ زائل.
لا باركَ الله في تلك الساعة التي فتحتُ فيها عينيّ فإذا بي في مكانٍ يطلقون عليه اسم العالم .
أنا غريبٌ في هذا العالم، و كم احنُّ إلى تلك الساعة التي اعود فيها إلى وطني الحقيقيّ.
الحياةُ سفينةٌ عظيمة رائعة تمخرُ في بحرٍ، ماؤه الآثام البشريَّة الطافحة، و امواجه شهواتهم البهيميَّة الطامحة، و شطآنه نهايتهم المؤلمة الصادعة.
كلّنا ذلك الذئبُ المُفترس , يردع غيره عن اتيانِ الموبقاتِ وهو زعيمها وحامل لوائها , المُقوّض لصروح الفضيلة , ورافع أساس بناءِ الرذيلة .
الحياةُ سلسلة اضطراباتٍ وأهوال , والمرءُ يتقلَّب في أعماقها , حتى يأتيه داعي الموت, فيذهب الى المجهولِ الرهيب , وهو يجهلُ موته , كما كان يجهلُ حياته .
من العارِ أن تموتَ قبل أن تقومَ بأعمالِ الخير نحو الانسانيّة .
المالُ ميزان الشرِّ في هذا العالم .
السعادةُ ليست في المال , ولكن في هدوءِ البال .
كلُّ شيءٍ عظيمٍ في النفسِ العظيمة , أمّا في النفسِ الحقيرة فكلُّ شيءٍ حقير .
الرُّوح نسمةٌ يُرسلها الخالق لخلائقه لأجل , ثم تعودُ اليه بعجل .
الرُّوح نفثةٌ الهيَّة تحتلُّ الخلائق , وكل منها للعودة الى خالقها تائق .
الرُّوح سرٌّ الهيٌّ موصَدْ لا يعرفه الاّ خالق الأرواح بارادته , فمنه أتتْ واليه تعود .
أنا أؤمن بأنه توجـد عدالةٌ سماويّة , وأنَّ جميع ما يُصيبنا في الحياةِ الدُّنيا من مُنغِّصاتٍ وأكدارٍ انَّ هـو الاَّ جـزاء وفاق لمِا أجترحناه في أدوارنا السابقة من آثـامٍ وشـرور . ولهـذا يجب علينا أن نستقبل كلَّ مـا يحـلُّ بنـا من آلام الحياة ومآسيها غير م
الحرّيةُ منحة من السماءِ لأبناءِ ألأرض .
الموتُ ملاكُ رحمةٍ سماويّ يعطف على البشر المُتألّمين , وبلمسةٍ سحريّة من أنامله اللطيفة يُنيلهم الهناء العلويّ .
ما أنقى من يتغلّب على ميولِ جسده الوضيع الفاني , ويتبع ما تُريده الرُّوح النقيّة .
ما أبعدَ الطريق التي قطعتها سفينتي دون أن تبلغَ مرفأ السلام ومحطَّ الأماني والأحلام .
الراحة التامّة مفقودة في هذا العالم , وكيفما بحثت عنها فأنت عائدٌ منها بصفقةِ الخاسر المَغبون .
ليس أللّــه مع الظالم بل مع الحقّ.
ان الصديق الحقيقي لا وجود له في هذا العالم الكاذب.
ما أكثر القائلين بالعطف على البائسين وغوث الملهوفين والحنو على القانطين , وما أقلَّ تنفيذهم القول.
يظنُّ بعض ألأنذال ألأدنياء أنّهم يُبيّضون صحائفهم بتسويدِ صحائف الأبرياء , غير عالمين بأنَّ الدوائر ستدور عليهم وتُشهّرهم.
ما أبعدَ الطريق التي قطعتها سفينتي دون أن تبلغَ مرفأ السَّلام ومحطَّ الأماني والأحلام .
رهبة المجهول شقاء للبشرِ الجاهلين للأسرارِ الروحيَّة , وسعادة للذين تكشّفت لهم الحقائق السماويَّة .
الموتُ نهاية كل حيّ , ولكنه فترة انتقال : امّا الى نعيم , وامّا الى جحيم .
الحياةُ خير معلِّمٍ ومُؤدِّب , وخيرَ واقٍ للمرءِ من الأنزلاقِ الى مهاوي الحضيض .
حين تشكُّ بأقربِ المُقرَّبين اليك تبدأ في فهمِ حقائق هذا الكون .
مَنْ يكون ذلك القدّيس الذي لم تخطرُ المرأة في باله ؟ لو وجدَ هذا لشبَّهته بالآلهة .
المرأة هي إله هذه الأرض الواسع السُّلطان. و هي تحملُ بيدها سيفاً قاطعاً لو حاولَ رجالُ الأرض قاطبةً انتزاعه منها لباؤوا بالفشلِ و الخذلان .

الدكتور علي مهدي زيتون

باحثٌ لبنانيٌ. يحمل دكتوراه دولة في اللغة العربية وآدابها من جامعة القديس يوسف ببيروت (1988). أستاذٌ في كلية الآداب في الجامعة اللبنانية (الفرع الرابع). رأس فيها قسم اللغة العربية سحابة ثماني سنوات. اشترك في عدَّة مؤتمراتٍ أدبية ولغوية في لبنان والعالم العربي.

          من مؤلفاته المنشورة: "الإعجاز القرآني وأثره في تطور النقد الأدبي"، "السيَّاب: الرؤية واللغة"، "شرح ديوان الفرزدق"، "الحداثة الشعرية". له عدة أبحاثٍ منشورة في مجلات أدبية.

إطلالةٌ على الأدبية الداهشية

أراد الرُّمانيُّ في القرن الرابع الهجري، أن يميز المطبوع من المتكلف، فوجد نفسه أمام ثنائية الدال والمدلول. التكلف أن يكون المدلول. التكلف أن يكون المدلولُ في خدمة الدالّ، والطبيعية أن يكون الدالُ في خدمة المدلول. وإذا وقف حيال الكلام ووظيفته، وجدَ أن المدلول هو الغاية؛ فترتب لديه أن تكون الطبعية هي فضيلةُ الكلام. والفضيلةُ، بعيدًا عن البُعد الخلقي، هي الجمال الأدبي. ولم يختلف علماءُ الجمال الأدبي المعاصرون عن هذا المذهب. رأى أبير كرومبي Abercrombie  وغيره أن الجمال الأدبي مرتبط بالقدرة على التعبير. ولقد وجدنا بين المعاصرين مَن ينحدرون عن مسافةٍ غير قابلةٍ للتقصير الكلي بين قصد المتكلم وما استطاع أن يُعبر عنه كلامه. وهذا ما أعطى الجمالية الأدبية انفتاحًا غير قابلٍ للسبر الكامل، أو أي قابلية للانغلاق على وضعية محددة. ومقابل هذا التوجه، نجدُ من يقول، في أثناء حديثه عن الأدبية، إن اللغة غايةٌ بحدِّ ذاتها، وليست وسيلةً تعبيريةً فقط. ويحضرُ في هذا السجال الذي يحتاج إلى جُهدٍ غير عاديٍّ للفصل في المشكليات التي يواجهنا بها ما يُسمى بالأدب الرسالي. ولعل السؤال الأول الذي يثيرُه هذا الحضور، هل هناك أدبٌ غيرُ رساليّ، خصوصًا إذا أخرجنا الرسالية من بعدها الديني، أو الأخلاقي، أو السياسي، وقصرناها على القصدية. فالقصدية هي الكلمة الأوسع التي تضم أي محمولٍ يمكن أن يتجشمهُ الأدب، فرديًا كان هذا المحمول أم جمعيًا، أخلاقيًا كان أم سياسياً أم اجتماعيًا. بهذا المعنى، لا يوجد أدبٌ غير رساليّ، خصوصًا إذا رحلتنا مدخل "جاكبسون" Jackobson  وترسيمته العلمية الجامعة التي ترتكزُ بشكلٍ أساسي على ثلاثية (المرسلن، الرسالة، المرسَل إليه).

أدبُ الدكتور داهش يتجاوز القصدية إلى الرسالية

إن الحديث عن بدعةِ الفن للفن ما كان لها أن تثبت داخل حركة الثقافة، أو أن تثبت لنفسها موقعًا ذا طابعٍ استمراريّ؛ فطبيعة الكلام وطبيعةُ الإنسان قد اسقطت هذه البدعة من داخل منظومة حركة الحداثة الثقافية وأن أطلت برأسها قويةً تتصرف بعتوٍّ من خلال ما بعد الحداثة... وخاصة م "التفكيكية" التي أعلنت أن العقل ليس مرجعًا صالحًا لتحديد الخطأ من الصواب، وأن الحقيقة وجهةُ نظر، وما يستتبعهُ ذلك من تهميشٍ مُبالغٍ فيه للقصيدة التي بات التفكيكيُّون ينظرون غليها على أنها لا قيمةَ لها، وأن الأدب لا يقول شيئًا، وجماليته هي جماليةُ الدال اللاعب على كل الحبال، لا المدلول؛ والمتلقي هو الذي يحمل إلى الكلام معناه، لا قائله.

ويبقى   أنه في خصم هذه الصراعية حول الأدبية وطبيعتها، لا يمككنا أن نواجه أدبًا رساليًا، كأدب الدكتور داهش، يتجاوز القصدية بمعناها "الجاكبسوني" الواسع إلى الرسالية بوظيفتها التي رأتها لها العقائد الدينية والسياسية والاجتماعية بمعزلٍ عن هذه الصراعية.

كانت الأدبيةُ في القرن الخامس الهجري العربي متقدمة على الأدبية الآخذة بالواقعية الجديدة مذهباً. لم يَرَ الرُّمانيّ والجرجاني أن الادبية هامشٌ للرسالة الإسلامية؛ ولم يريا إلى الاسلام على مادةٌ كاي مادةٍ أخرى للأدبية. أثار الكلاميون المشكلية بكل تعقيداتها وانقسموا حول جماليتين: جمالية الدال (المعتزلة والشيعة الكلاميون) وجمالية المدلول (الأشاعرة الكلاميون). ولكن الفريقين معًا رأسًا المدلول على الدال في الحالين. فالقصيدةُ أساسٌ، والتعبيرُ عنها أساسٌ آخر. والنظمُ عند الجرجاني، بشقيه الداليّ والمدلوليّ، هو محاولةٌ لإلغاء المسافة بين القصدية والتعبير عنها. وهذا هو جوهر الجمالية الأدبية. على عكس ذلك، كانت جماليةُ الواقعية الجديدة التي ارتبطت بالماركسية، خصوصًا، حين قصرت الهم الأدبي، في مرحلةٍ من مراحل حياتها الثقافية، على التشهير بالمستغل وتحريض المستغل. فهي قد ساقت الأدب إلى وظيفةٍ نفعية قد تفيد منها الثورة البلشفية، ولكنها أنتجت لنا رُكامًا من الشعر والروايات، نسيّ جيلُ الربع الأخير من القرن العشرين أسماء شعرائها وكُتَّابها بسبب ضُعفِ جماليتها مع قرب العهد بها. ومع ذلك، لا يستطيعُ أحدٌ أن يُنكر أسماءَ أُدباءَ عظامٍ انتموا إلى هذه المدرسة، وسمقوا في سمائها، وفرضوا أدبهم أدبًا خالدًا على مرِّ الزمان.

الأدبية الداهشية خاصَّةٌ تنتمي إلى ثقافةٍ خاصة.

والسؤال الذي يتبادرُ إلى الذهن: كيف لنا أن نواجه مجموعة الدكتور داهش القصصية الموسومة بعنوان "قصص غريبة وأساطير عجيبة" بجزئها الأول،1 ومن أيِّ المداخل ندخل إليها. لا بُدَّ من الإشارة أولاً، وقبل كلِّ شيء، إلى أن هذه المجموعة تنتمي إلى ثقافةٍ لها خصوصيتها، وإلى آليات تفكيرٍ مُنتميةٍ إلى تلك الخصوصية.

ولا يمكننا أن نعزل هذا النتاج الأدبي عن عمقه الثقافي العقدي، من ناحيةن ولا عما يمكن أن يكون قد أفرزه من أدبيةٍ خاصةٍ به. ويدعونا هذا لعودةٍ إلى شيءٍ من التنظير مرة أخرى. هل من علاقةٍ بين ما قرأناه من "قصصٍ غريبةٍ واساطير عجيبةٍ" بالموروث الأسطوري الشفوي الذي عالجه ليفي شتراوس Levy Straussـ،  وخلص فيه إلى نتائج محددة، مُرتكزةٍ إلى المنهج البنيوي.

أنا، على الأقل، لا أملكُ معرفةً بموقف الثقافة الداهشية من ذلك الموروث الذي عالجه شتراوس، ون كانت حواراتي مع بعض الداهشيين حول ما أطلقت عليه البلاغةُ العربية والعالمية والمجاز تشي بموقفٍ إيجابي مع بُعد المسافة بين ما هو وثنيٌّ من الثقافة الدينية وما هو توحيدي. كما إنني لا أملكُ معرفةً دقيقةً بحقيقة الثقافة الداهشية الدينية وما يرتبط بها من مصطلحاتٍ كمصطلح "السيال" مثلاً وخصوصيَّة نظرتها إلى "التقمُّص". وإذا كانت الأدبية والنظرية المتعلقة بها مرتبطةً بالثقافة التي تنتجها، فإنني أجزمُ أن أدبية خاصةً بالأدب الداهشي، وموقفًا نظريًا من مفهوم الأدب خاصًا

-----------------------------------------------------------------

1 الدكتور داهش: "قصص غريبة وأساطير عجيبة"، ج 1 (دار النسر المحلق للطباعة والنشر، بيروت 1979). والكتاب يقع في أربعة أجزاء. وقد اقتُصِر في هذا البحث على الجزء الأول فقط.

---------------------------------------------------------------------------------------------------

بالداهشية أيضًا يتبلوران. ولا يمكن لأي باحثٍ جادِّ أن يدخل مداخل هذاالأدب من دون أن يمتلك ولو بعض الأدوات الخاصة بالنظرية الأدبية الداهشية. وإذا كان الباحثُ لا يَعدمُ وسيلةً في البحث عن هذه الحقيقة، فإنَّ مقدمة الدكتور داهش لهذه المجموعة يمكنها أن تضيفَ بعض ما نريدُه، وتفتحَ كوَّةً لا أدري حتى الآن مدى اتساعها للإطلالة على هذه النظرية.

الدكتور داهش كتب قصصه في ظلِّ غياب السردية عن لبنان والعالم العربيّ

وقبل الخوض في العملية الاستكشافية في مقدمة الدكتور داهش لمجموعةِ قصصه لا بد من الإشارة إلى أن السردية، بمظرها التقني، قد لا تشكل مدخلاً صالحًا لنعرف أدبية الدكتور داهش في قصصه. فهل للسردية جوهرٌ ضل عنه مُنظروها الحديثون؟ وهل السردية أبعدُ من تلك التقنيات التي لا تشكلُ سوى العرض في حقيقة القص؟ وهل يستدعي الأمرُ عودةً إلى التراث الإنساني الخاص بالقصة في علاقته بالمتلقي المنتمي إلى عقائد متعددة، متباينة، والمنتمي إلى مقاماتٍ ثقافيةٍ متفاوتة؟

كتبَ الدكتور داهش مقدمة قصصه الغريبة واساطيره العجيبة في 4 كانون الثاني 1979؛ تلك القصص التي شرع في كتابتها العام 1976 في أثناء مكوثة في أمريكا. وتُمثل هذه المرحلة غيابًا شبه كاملٍ للسردية، وللنظريات اللغوية والأدبية الحديثة، عن ثقافتنا الأدبية في لبنان والعالم العربي. ويعني هذا أن الدكتور داهش قد كتبَ ما كتبه بشكلٍ مستقلٍّ عن الثقافة الأدبية العربية.

والتدقيق في التوقيت هو من قبيل الحيطة التي رأيتُني لائذًا بها وأنا أعالج أدبية الثقافة الداهشية، وذلك لكي لا أظلمَ أو أُظلم. ولعل السؤال البدهي الأول الذي تطرحه المقدمة على قارئها يتعلق بالفهم الداهشي للأدبية، والأدبية القصصية على وجه الخصوص هنا. وتستدعي كلمة "يعالج" وقفةً خاصةً في ما رآه الدكتور داهش من أنَّ "القصة يعالج فيها الكاتبُ أحداث الحياة ووقائعها". فالكلمة متعديةٌ إلى المادة المرجعية التي حددها الدكتور داهش بأحداث الحياة ووقائعها، مُتلاقياً مع ما تقوله السردية في هذا الصدد. فهل يقصد الدكتور داهش بالمعالجة إعادة إنتاج المادة المرجعية لقصصه في ضوء رؤيته للعالم؟

"ما كتبتُه عن السلوك البشريّ أُؤمن به إيماني بخالقي"

أشار الدكتور داهش إلى "أنَّ على الكتاب واجبًا مفروضًا هو قول الحقيقة دون سواها". والكاتبُ عند السرديين يقول الحقيقة التي عاينتها رؤيتهُ لجانبٍ من جوانب الوجود دون سواها. وتأتي كلمة أاصفُ" في كلامه لتومئ إلى شيء مختلفٍ من النظرة إلى الأدبية. يقول الدكتور داهش: "أصفُ واقعنا الحياتي" مع ما تحمله كلمةُ "وصف" من العلمية؛ إلا أنها قادرة على الخروج على تلك العلمية في النظرية الأدبية العلمية. فالأديبُ يصف ما يُعانيه. بمعنى يلتقطه. ومع إدراكي أن كلمة "أصف" الداهشية ذات مدلولٍ مختلف عن مدلولها لدى البنيويين العلميين، فإني لن أتخذها، وحدَها، مُنطلقًا للدخول إلى الأدبية الداهشية، لأنه يقول: "ما كتبتُه عن السلوك البشري أؤمنُ به إيماني بوجود خالقي، إذ إنه حقيقةٌ واقعة، بل حقيقةً مخيفة صادعة، لا يأتيها الباطلُ من الأمام أو الوراء".

ويضعنا هذا الكلام أمام ثنائية "النسبية المطلقة".

يرى النقد الأدبيُّ الغربيُّ الحديث أن الحقيقة التي يقدِّمها المبدعُ برؤيته الخاصة لجانب من جوانب العالم هي حقيقةٌ نسبية، وأن هذا الجانب نفسه سيُقدِّم، مع كل مبدعٍ جديد، حقيقةً جديدة؛ وقد تصل هذه الحقائق إلى درجة التبايُن والتضادّ أحيانًا.

وهذا مختلفٌ عن النظرة الداهشية إلى الأدبية. فما يراهُ الدكتور داهش من هذا الجانب أو ذاك هو حقيقةٌ مطلقة. فالأدبية عنده وصف الواقع الحياتي. وحين يتولى هذا الوصف أديبٌ حقيقيٌّ كالدكتور داهش، ستُمسكُ بالصور العجيبة الغريبة. والإمساك بهذه العجائب الغرائب هو موضع الجمالية الأدبية. يُصرِّح الدكتور داهش قائلاً: "اقارئُ لقصصي وأساطيري سيذهل لحكمي الصادرم على كلِّ ما تزخر به الحياة من شؤون وشجون." وإذا أكد قولُه "حكمي الصارم على كلِّ ما تزخر به الحياة" مُطلقية الحقيقة التي يقدِّمها أدبُه، فإن كلمة "سيذهل" مفصحةٌ عن أسرار الجمالية الأدبية التي يراها للأدب. فالذهول انخطافٌ يحدث للنفس البشرية أمام العجيب الغريب. يخرج الذاهلُ من واقعه ودُنياه كما يراها، ليُفاجأ بما لم يكن ليتوقَّع وجوده. وتصلنا هذه الرؤية بما رآه كمال أبو ديب في الشعرية، وإن كان الاتصالُ نسبيًا. فإنْ يواجَه المتلقي عند أبو ديب باختيار المبدع من خارج حقل التوقعات ما يضعنا أمام الدهشة التي تنقل المتلقِّي من عالمه الواقعي لتضعه في مناخات عالم المبدع المدهش، فإنَّ مواجهة المتلقِّي عند الدكتور داهش بالعجيب الغريب تضعنا أمام الذهول، والذهول انخطافٌ متعالٍ على الدهشة؛ حتى لكأنَّ الدكتور داهش باحثٌ عن الجمالية الأدبية في حدها الاقصى، ونستطيع التقدير في مطلقيتها. ومما يجدر ذكره في هذا المقام أن كلمة "أساطير" التي عنْون بها كتابة تدخل نسبية الدلالة من بابها العريض. فالأساطير أساطيرُ بمعناها المتعارف عليه في الثقافة العالمية عند الناس ولكنها في قصص الدكتور داهش، كما يراها هو، حقائق واقعة.

الأنبياء، جميع الأنبياء يحررون عالم المعاصي

ويُدخلنا العالم المرجعي الذي يستقي الدكتور داهش مادته الأدبية منه إلى عالمٍ يقول هو إنه حقيقةٌ واقعة ولو كان غريبًا وعجيبًا.

وقارئ المقدمة بوصفها نصًّا مستقلاً قائمًا بذاته يرى أن الغرابة قائمةٌ في المخبوء من واقع الناس، ولا تمتدُّ إلى أبعد من ذلك، خصوصًا أن الدكتور قد صرَّح بأنه يصف "واقعنا الحياتي الحافل بالمعاصي". وكان بإمكان كلمة "الحياتي" أن تنقلنا إلى غرائب غير منظورة تقع خارج سلوك الناس الذين نشاهدهم ونعيش بينهم، لولا أنه وصف الواقع الحياتي بأنه "حافلٌ بالمعاصي" لافتًا انتباه القارئ إلى سلوك الناس في مجتمعنا كما يفهمه غير الداهشي. كيف لا وقد أمعن الدكتور في تقديم صورةٍ سوداء قاتمة عن هذا السلوك: "فالغشُّ هو السائد، واباطل سوقهُ رائجة." ويكاد لا يستثني أحدًا من الناس بعد أن صرعت الرذيلةُ الفضيلةَ في واقعنا: "والشرُّ بسط جناحيه، وراحَ يرود أرجاء الكُرة الأرضية نافثًا فيها سمومَه الرهيبة؛ وقد استجابَ له أبناءُ الغبراء بقضهم وقضيضهم. "فهل يعني ذلك أن العالم المرجعي الخاص بمجتمع الكرة الأرضية هو عالمٌ أسودُ بكامله خالٍ من الصلاح والصلحاء؟ إن استثناء غاندي بالنسبة للدكتور داهش، بوصفه نبيَّ القرن العشرين، هو خروجٌ أوليٌّ على التصور الذي تجمع لدى المتلقي عن العالم الأسود المرجعي الذي شكل مادةً لقصص الدكتور داهش. ويزدادُ هذا الخروج اتساعًا عندما يطالعنا الدكتور داهش بالحديث عن يوم مصرع غاندي: "يومَ مصرعهِ هلتْ نفوسُ كبار رجال العالم وسياسييه، وغمر الحزنُ النفوس، وساد الذعرُ الأفئدة".

إن مجرَّد أن تكون ردَّة الفعل على مصرع غاندي ما قال الدكتور داهش يعني أننا أمام علامةٍ دالةٍ على أن الفسق والفجور لم يسيطرا على الجنس البشريِّ إلى الحد الذي أشار إليه، إلا إذا كان الذُعر الذي ساد الأفئدة لفقد غاندي كان بسبب رغبةٍ في الصلاح، وليس لسبب الصلاح نفسه. ويزدادُ الخروج على السودايَّة اتساعًا حين يصف غاندي، نقلاً عن جريدة "الدفاع" الفلسطينية، بأنه "معلم الهند ومحررها ووالدُها"؛ وهذا يعني أن هناك مَن تحرر من الفساد على يد غاندي. ويجرُّنا هذا إلى أن هناك من خلع الفساد عن كاهله على يد الدكتور داهش نفسه، وأنَّ المنظر الأسود يخصُّ من لم يُربُّوا أنفسهم على تعاليم الأنبياء، جميع الأنبياء.

رسالية القصَّة الداهشية

الحديث عن العالم المرجعي الذي يشكل مادة القصة عند الدكتور داهش ينقلنا إلى الحديث عن رسالية هذه القصة. والحق أن رساليتها تتركز في "قول الحقيقة دون سواها". وقول الحقيقة تكرر في صيغٍ مختلفة:"الحقيقة أحق أن تذكر،" و"إن على الكتاب واجبًا مفروضًا هو قول الحقيقة،"و"عليهم أن ينقضوا انقضاض النسور على فرائسها وقول الحق الصريح." يُشكل هذا التركيز إشارةً إلى هم يتملك الدكتور داهش؛ وقد أشار إليه بوضوح حين قال: "الحقيقة تمزق هذا الغطاء" (رداء الرياء المزيف). لقد رأى في ممارسة تعمية الناس عن إدراك الحقيقة اساس المشكلة، فكانت وتيرة حماسة متناسبة مع هذه الممارسة. دعا الكتاب إلى أن "ينقضوا انقضاض النسور على فرائسها". ولئن دل هذا على شيء إنما يدلُّ على أن إبراز الحقائق جليةًّ هو أمُّ المعارك. والحقيقة التي تسعى إليها أدبية الدكتور داهش لا تتعلق بمعرفة جنس الملائكة، أو معرفة انتماء الأسبقية إلى وجود الدجاجة أو البيضة. الحقيقة التي تسعى إليها أدبية الدكتور داهش وظيفية، يريدُ للقارئ أن "يخرج بعظةٍ ونتيجةٍ تحضُّ على الخير وتشجب الجريمة". إن هذه الغاية هي غايةٌ نفعيةٌ متصالحة مع الوظيفة التي رأتها الواقعية الاشتراكية للأدب. دور الأدب عند هذه الواقعية التشهير بالظالم وتحريضُ المظلوم على الثورة؛ فهو دورٌ نفعيّ.

هل يمكن أن تكون النفعية في الأدب جمالية؟

ويجرُّنا هذا إلى أن نناقش مرحلةً من تاريخ النقد الأدبي: "مرحلة البنيوية القائمة على فهمٍ علميٍّ للأدبية. رأت البنيوية أن الأساس في الأدبية هو كيف قال النصّ ما قال. انتماءٌ كاملٌ إلى جمالية الدال. ولئن وُوجِهت البنيوية بتياراتٍ مختلفةٍ وأسئلة مُحرجة، وتوصلت الثقافةً النقدية إلى مواقف معقدة من ثنائية جمالية الدال/ جمالية المدلول، فلنا أن نسأل: هل يمكن أن تكون النفعية في الأدب جمالية؟

لا تعود بنا الإجابة إلى الثقافة النقدية العربية وحدها حين رأَس تيارا النقد، المنقسمان حول انتماء الجمالية، المعنى، ورَأيا فيه المسوِّغ الوحيد للكلام؛ ولكنها تعود بنا إلى زمن إنسان الكهف أيضًا لنسأل: الم تكن الرسوم التي حفرها ذلك الإنسانُ على جدار كهفه نفعيَّةً وفقَ ما كان يقنع به؟ لا أحاول بهذه الرجعة إلى الماضي تسويغ النفعية التي رآها الدكتور للأدباء، ولكنني أريد الوصول إلى نقطةٍ مفادها أنَّ الأدبية في الثقافة الداهشية قائمةٌ على جمالية المدلول. والمدلولُ في هذه الثقافة ليس مُتماهياً مع المدلول لا في الثقافة النقدية العربية التُراثية، ولا في الثقافة النقدية الغربية الحديثة. المدلول في هذه الثقافة ذو خصوصيةٍ بسيطة/ معقدة. بسيطة عند الداهشي، معقدة عند غيره. والاختلاف ناجمٌ عن الاختلاف في آليات التفكير ومقومات الرؤية غلى العالم والوجود عند كلِّ طرفٍ من الطرفين.

سرُّ سلة القصب1

فإذا ما ركز الدكتور داهش في مقدمته على النظرة السوداء إلى أبناء الغبراء حين رأتهم قد استجابوا غلى الرذيلة بقضهم وقضيضهم، فإنه يخرج في بعض قصصه بالعالم المرجعي من حدوده المعروفة له عند سائر الناس إلى نطاق الكواكب والعوالم العلوية التي تفتح للقارئ أبوابها الدهرية، وترفع حجُبها الأزلية، فيشارك قاطنيها النشوة العُظمى الحقيقية. أضف إلى هذا الاتساع أن نباتات الطبيعة وحيواناتها جميعها كائناتٌ عاقلةٌ، تدركن وتشعر، وتريد، وتعاني الصراع بين الشر والخير. فيعجب القارئ إذ ذاك من أنه ليس العاقل الوحيد بين الكائنات. ويعني ذلك أننا حين سنواجه قصص الدكتور داهش، علينا أن ندخل إليها من مداخلَ خاصةٍ بها مرتبطةٍ بالثقافة الداهشية، لأنه من المُحال أن نتعامل مع نصٍّ أدبيٍّ بمعزلٍ عن ثقافة مُبدعه. وهنا أجد نفسي أمام السؤال الصعب: ما الحيِّزُ الذي سأتركه لثقافتي الإسلامية من جهة، وللحقل المفاهيمي النقدي الخاص بي

-----------------------------------------------------

1 يطالعها القارئ في الجزء الأول من "قصص غريبة وأساطير عجيبة"، ص 20.

------------------------------------------------------

من جهةٍ أخرى؛ وكيف ستكون مغامرتي في قراءة إحدى قصص الدكتور داهش التي قد تشكل نموذجًا للقصة الداهشية، أعني بها قصة "سرُّ سلة القصب".

          ثمة مستويان لقراءة هذه القصة؛ يتعلق الأول بقارئ لا يعرفُ عن المنظومة الثقافية ذُيِّلت به هذه القصة: 30/12/1944. فالتاريخ حديثٌ لا وجود فيه للقصة الخرافية من وجهة نظر غير الداهشيين؛ وهي إن وُجدت، فعلى سبيل الترميز الذي نجده واسعًا في قصص زكريًّا تامر ذي المنزع الشيوعيّ. وإذا كانت قراءةٌ ما لهذه القصة وفقَ هذا المنظور ممكنة، وقد تُوصِلنا إلى نتائج ممتازةٍ بالنسبة إلى النقد الحديث، فإنها ستظلُ قراءةً غريبةً عن الثقافة التي تنتمي إليها هذه القصة. ويعني ذلك أن المستوى الثاني من القراءة هو المطلوب؛ عنيتُ بها التعامل مع هذا النص من خلال انتمائه الثقافي. فالعالم الذي قدمته القصة مُنتم إلى سببيةٍ خاصةٍ به لا يُمسك بها العقل المنطقيُّ ولا القواعد العلمية المعروفة... وإذاً ربط العقل المنطقيُّ النتائج بأسبابها، ولم تعترف العلمية إلا بما يقع تحت الحواسّ، مثلت القصة خروجًا عليها على قاعدة الإمكانات الإدراكية التي يمتلكها الناس العاديون.

          إن رجالاً مختلفين، وفق الثقافة الداهشية، كالدكتور داهش يمتلكون من الإمكانات الإدراكية ما يؤهلهم ليمسكوا بسببيةٍ قائمةٍ وراء السببية الفعلية المنطقية، ويروا، بحاسةٍ لا يملكُها الناس العاديون، ما لا يرى. ويصل بنا هذا الأمر إلى أن لا خرافة ولا ترميز في القصة. تقدم القصة حقائق. سمةُ هذه الحقائق الغرابة، وغرابتثها عينُ شعريتها (أدبيتها). ولكن هل يمتلك كلُّ أدب مثل هذه الغرابة أم إنها غرابةٌ خاصةٌ بأدب الدكتور داهش؟

          الإجابة بسيطةٌ جدًا: هي غرابةٌ خاصةٌ بأدب الدكتور داهش الذي يدرك سببيته وفق العقيدة الداهشية، ولا يملكها غيره من الناس. فوق خزانة كتبي لوحاتٌ وتحفلإ وأشياء أخرى هي بالنسبة لي أشياء أملكها وتربطني بها علاقةٌ فنيةٌ أو وظيفة محددة. ولو رأيتُ سلة القصب والزهرية اللتين وُجدتا على سطح خزانة الدكتور داهش، لرأيتُ فيهما ما أراه في الأشياء الموجودة فوق خزانتي. سرُّ السلة الذي قرأه الدكتور داهش ونقله إلينا قصة يمثل رؤيت الخاصة لتلك السلة. فهل يمكننا أن نقول إنها رؤيةٌ موازيةٌ لرؤية أيِّ أديب، لأن رؤية ذلك الأديب هي رؤيةٌ خاصةٌ أيضًا، والسلة هي سِلالٌ متباينة تباين الرؤى التي يقرأها بها الأدباء؟ الإجابة واضحةٌ عند المثقف العادي، ولكنها مختلفة عند المثقف الداهشي. وإذ مثل هذا السرُّ غرابةً تُدهش القارئ العادي، فإنها لا تحمل مثل هذه الغرابة عند المثقف الداهشي، ولكنها تمثل كشفًا عن حقيقة. وهل الأدب إلا قراءة كشفية للعالم يُمسك منه بما لا يستطيع العلم أن يدركهّ! وإذا كان الأدب شريك العلم في الكشف عن الحقائق، فإن الكشف الداهشي، وفي مستوى مختلف، شريك العلم أيضًا.

الداهشية ثقافةٌ مكتملة أنتجت أدبها وسوف تنتج نقدها

قد يعود بنا الأمرُ إلى دائرة الأدبية العلمية التي وضع النقد الأدبي الحديث غصبعه عليها، خصوصًا أن مدارس نقديةً قد جدَّت، وعلى رأسها "التأويلية" التي تُعنى بجمالية المدلول، عكس "البنيوية" التي تعنى بجمالية الدال. فلا نستطيع التفلُّت تمامًا من الثقافة الغربية الحديثة. ولا بد من أن نعتمدأدواتها في التحليل، وإن كانت هذه الأدوات تواجه نصًّا مختلفًا عن النص الذي تسبب بوجودها، عنيتُ به النص الغربي المُنتمي إليها. ولا يعني ذلك تخليًا كليًا عن السردية التي نحتاج أدواتها أيضًا، ونتامل معها خدمةق لجمالية المدلول التي تحتاج إلى "الهرمنوطيقا" التأويلية بشكلٍ واسع.

          ومهما يكن من أمر، إن الأدبية الداهشية تحتاج إلى جُهدٍ مؤسساتي للتعامل معها، وإنتاج نقدٍ أدبيٍّ خاصٍّ بها. فنتاج الدكتور داهش متنوعٌ وكبيرٌ جدًّا. وإذا كانت الثقافةُ التي ينتمي إليها معروفة، فإن الأدبية التي انتجتها تلك الثقافة غير معروفةٍ تمامًا، سواءٌ أتعلق الأمر بما أنتجه الدكتور داهش أم تعلَّق بنتاج الشعراء والأدباء الداهشيين أمثال حليم دمُّوس ومطلق عبد الخالق وزينا حداد وغيرهم.

          أنتجت الماركسية أدبها وأنتج هذا الأدب نقده. والصحوة الإسلامية التي هي في صدد إنتاج ثقافتها الحديقة لم تُنتج أدبها بعد ولا نقدها. والداهشية ثقافةٌ مكتملةٌ. ولقد أنتجت وتُنتج أدبها، وهي بحاجةٍ إلى إنتاج نقدها. والعُجالة التي وصلتُ الآن إلى خاتمتها لا تستطيع أن تشكل نظرةً عميقةً في الأدب الداهشي، ولا أن تقوم بنقدٍ موفقٍ لنصٍّ داهشي. حسبي هذه الإشارة، والله وليُّ التوفيق.

Developed by Houssam Ballout        Copyright 2019 This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.nfo All Right Reseved This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.