[ 226 ]
ومن خطبة له عليه السلام
في التنفير من الدنيا
دَارٌ بِالْبَلاَءِ مَحْفُوفَةٌ، وَبِالْغَدْرِ مَعْرُوفَةٌ، لاَ تَدُومُ أَحْوَالُهَا، وَلاَ يَسْلَمُ نُزَّالُهَا (1) . أَحْوَالٌ مُخْتَلِفَةٌ، وَتَارَاتٌ مُتَصَرِّفَةٌ (2) ، الْعَيْشُ فِيهَا مَذْمُومٌ، وَالْأَمَانُ مِنْهَا مَعْدُومٌ، وَإِنَّمَا أَهْلُهَا فِيهَا أَغْرَاضٌ مُسْتهْدَفَةٌ (3) ، تَرْمِيهِمْ بِسِهَامِهَا، وَتُفْنِيهِمْ بِحِمَامِهَا (4) . وَاعْلَمُوا عِبَادَ اللهِ أَنَّكُم وَمَا أَنْتُمْ فِيهِ مِنْ هذِهِ الدُّنْيَا عَلَى سَبِيلِ مَنْ قَدْ مَضَى قَبْلَكُمْ، مِمَّنْ كَانَ أَطْوَلَ مِنْكُمْ أَعْمَاراً، وَأَعْمَرَ دِيَاراً، وَأَبْعَدَ آثَاراً (5) ، أَصْبَحَتْ أَصْوَاتُهُمْ هَامِدَةً، وَرِيَاحُهُمْ رَاكِدَةً (6) ، وَ أَجْسَادُهُمْ بِالِيَةً، وَدِيَارُهُمْ خَالِيَةً، وَآثَارُهُمْ عَافِيَةً (7) ، فَاسْتَبْدَلُوا بِالْقُصُورِ الْمُشَيَّدَةِ، وَالنَّمارِقِ (8) الْمُمَهَّدَةِ (9) ، الصُّخُورَ وَالْأَحْجَارَ الْمُسَنَّدَةَ، وَالْقُبُورَ اللاَّطِئَةَ (10) الْمُلْحَدَةَ (11) ، الَّتي قَدْ بُنِيَ عَلَى الْخَرَابِ فِنَاؤُهَا (12) ، وَشُيِّدَ بِالتُّرَابِ بِنَاؤُهَا، فَمَحَلُّهَا مُقْتَرِبٌ، وَسَاكِنُهَا مُغْتَرِبٌ، بَيْنَ أَهْلِ مَحَلَّةٍ مُوحِشِينَ، وَأهْلِ فَرَاغٍ مُتَشَاغِلِينَ، لاَيَسْتَأْنِسُونَ بِالْأَوْطَانِ، وَلاَ يَتَوَاصَلُونَ تَوَاصُلَ الْجِيْرَانِ، عَلَى مَا بَيْنَهُمْ مِنْ قُرْبِ الْجِوَارِ، وَدُنُوِّ الدَّارِ، وَكَيْفَ يَكُونُ بَيْنَهُمْ تَزَاوُرٌ، وَقَدْ طَحَنَهُمْ بِكَلْكَلِهِ (13) الْبِلَى (14) ، وَأَكَلَتْهُمُ الْجَنَادِلُ (15) وَالثَّرَى (16) ! وَكَأَنْ قَدْ صِرْتُمْ إِلَى مَا صَارُوا إِلَيْهِ، وَارْتَهَنَكُمْ ذَلِكَ الْمَضْجَعُ (17) ، وَضَمَّكُمْ ذَلِكَ الْمُسْتَوْدَعُ، فَكَيْفَ بِكُمْ لَوْ تَنَاهَتْ (18) بِكُمُ الْأُمُورُ، وبُعْثِرَتِ الْقُبُورُ! (19) : (هُنَالِكَ تَبْلُو (20) كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كَانُوا يفْتَرُون)
1. النُزّال ـ بالضم وتشديد الزاي ـ : جمع نازل.
2. متصرفة: متنقلة متحولة.
3. مُسْتَهْدِفة ـ بكسر الدال ـ : منتصبة مهيّأة للرمي.
4. الحِمام ـ بالكسر ـ : الموت.
5. بعد الآثار: طول بقائها بعد ذَوِيها.
6. راكدة: ساكنة، وركود الريح كناية عن انقطاع العمل وبطلان الحركة.
7. آثارهم عافية: أي مندرسة.
8. النمارق ـ جمع نُمْرُقة ـ : تطلق على الوِسادة الصغيرة وعلى الطنفسة أي البساط ولعله المراد هنا.
9. الممهّدة: المفروشة.
10. لطأ بالأرض ـ كمنع وفرح ـ : لصق.
11. المُلْحَدَة ـ من ألحد القبر ـ : جعل له لحداً أي شقاً في وسطه أو جانبه.
12. فِناء الدار ـ بالكسر ـ : ساحتها وما اتسع أمامها.
13. الكَلْكَل: هو صدر البعير.
14. البِلى ـ بكسر الباء ـ : أي الفناء.
15. الجنادل: الحجارة.
16. الثرى: التراب.
17. « ارتهنكم ذلك المضجع»: أي لقرب آجالكم كأنكم قد صرتم إلى مصيرهم وحُبستم في ذلك المضجع كما يحبس الرهن في يد المرتهن.
18. تناهى به الأمر: وصل إلى غايته، والمراد انتهاء مدة البرزخ.
19. بُعثرت القبور: قُلِب ثراها وأخرج موتاها.
20. تَبْلُوه: تخبره فتقف على خيره وشره.
1. النُزّال ـ بالضم وتشديد الزاي ـ : جمع نازل.
2. متصرفة: متنقلة متحولة.
3. مُسْتَهْدِفة ـ بكسر الدال ـ : منتصبة مهيّأة للرمي.
4. الحِمام ـ بالكسر ـ : الموت.
5. بعد الآثار: طول بقائها بعد ذَوِيها.
6. راكدة: ساكنة، وركود الريح كناية عن انقطاع العمل وبطلان الحركة.
7. آثارهم عافية: أي مندرسة.
8. النمارق ـ جمع نُمْرُقة ـ : تطلق على الوِسادة الصغيرة وعلى الطنفسة أي البساط ولعله المراد هنا.
9. الممهّدة: المفروشة.
10. لطأ بالأرض ـ كمنع وفرح ـ : لصق.
11. المُلْحَدَة ـ من ألحد القبر ـ : جعل له لحداً أي شقاً في وسطه أو جانبه.
12. فِناء الدار ـ بالكسر ـ : ساحتها وما اتسع أمامها.
13. الكَلْكَل: هو صدر البعير.
14. البِلى ـ بكسر الباء ـ : أي الفناء.
15. الجنادل: الحجارة.
16. الثرى: التراب.
17. « ارتهنكم ذلك المضجع»: أي لقرب آجالكم كأنكم قد صرتم إلى مصيرهم وحُبستم في ذلك المضجع كما يحبس الرهن في يد المرتهن.
18. تناهى به الأمر: وصل إلى غايته، والمراد انتهاء مدة البرزخ.
19. بُعثرت القبور: قُلِب ثراها وأخرج موتاها.
20. تَبْلُوه: تخبره فتقف على خيره وشره.