#1
lebforcesdotorg
Advanced Member
آراءهم:
الداهشية والعونية
وآراءنا:
ردٌّ على مقالة " الداهشيّة والعونيّة "
لِتحقُّقِ خبرٍ ما، على القارئ الكريم أن يتيقَّنَ أَنَّ الكاتبَ أو القائلَ لموضوعٍ معيّن يتمتّع بميزتَين أساسيّتين : الأُولى أن تكون سيرتُه حسنة بين أصحابه وأعدائه؛ والثانية أن يكون على قدرٍ كافٍ من العلم والثقافة والمنطقِ السديد.
وفي هذا المجال نقصد بكلامنا صاحبَ المقال الذي تعرّض لشخص الدكتور داهش، وللقارئ الكريم الفهيم على السواء. فكلاهما مسؤولٌ عمّا يكتب وعمّا يقرأ. ولا بدَّ لنا من الاستشهاد بالآية الكريمة: " اذا أتاكم فاسقٌ بنبأ، فتبيّنوه لئلا تُصيبوا قوماً بجهالةٍ فتُصبحوا على ما فعلتم نادمين."
يبدو أنّ كاتبنا "العبقريَّ الفذّ" ما زال يعيش في ذهنيّة سيِّده الثأثاء وطاغية لبنان التافه بشارة الخوري. ويبدو أنّ الدروس لا تُعلّم جهَلةً أغبياء. فمَن دأبَ على أن يكون عبداً لأسياده لن يتخلَّى عمّا غُرِس في ذهنه من أكاذيبَ وأضاليل، ومثلما يبدو لا يريد أن يرى الحقائق من حوله. قال الإمام عليّ بنُ أَبي طالب: "الناسُ أَعداءُ ما جهلوا."
فسيرة بعض الميليشيات اللبنانية المدفوعة بعصبيّة عمياء يتنكَّرُ لها السيِّدُ المسيح وجميعُ الأنبياء لا تخفى على أحد. وتاريخُها الحافل بالجرائم والمجازر وانتهاك حقوق الأنسان والاعتداء على الحريات شاهد على سيَر أفرادها. ومن يريد الاستزادة ، فعليه بالعودة الى تاريخ الأحزاب في لبنان. والحرب اللبنانية خير دليلٍ على ذلك.
أمَّا سيرةُ الدكتور داهش فمعروفةٌ لدى ذَوي الحكمة والبصيرة والشَّرف في لبنان والعالم. فهو لم يشْهر سلاحاً في وجه أعدائه وحُسّاده غير سَيف القلم والكلمة. وكتبُه التي أربت على مئة وخمسين كتابًا والتي تُعرَضُ سنَويًّا في المعارضِ العالَميَّة لخَيرُ شاهدٍ على ذلك.
فكيف يُمكنُكَ، يا قارئي الكريم، أن تُوفِّقَ بين هادٍ روحيّ أغنى المكتبةَ العربيّة بكنوزٍ لا تقدَّر بثمنٍ وبين ادّعاءاتٍ وشهود زورٍ مُشوِّهين للحقائق يختلقون شتّى أنواع الكذبِ والافتراءات؟ ومنها على سبيل المثال أنّ الدكتور داهش حوّل الطعامَ الشهيّ اللذيذ الى أحذية يتناولها ضيوفُه! وهل من شِيَمِ المُضيفِ الذي يُريدُ استجلابَ الاحترام له إهانة ضيوفه! من الطبيعيّ أن يقول صاحبُ المنطقِ السديد "لا"، إلاّ إذا كان الضيوف على شاكلة صاحب المقال التافه.
وهل يمكن كاتب مقال " الداهشيّة والعونيّة " أن يقدّم لنا شهوده لتناوُل الدكتور داهش لرأسِه ووضعه عند الحلاّق ثمَ خروجه للتجوال فعودته لاستعادة رأسه؟ أم إنّه يستهزىء بعقول القرّاء؟ وفي أيِّ حال، هذه الخارقة، لو تمَّت حقيقةً، لَكانت أَبهرَ وأعظمَ من قيامة إنسانٍ من الموت! إنَّ معجزات الدكتور داهش وخوارقَه ما زالت أدلّتها ثابتة حتّى اليوم، ولا لُبْسَ فيها على الإطلاق، وشهودُها بالآلاف، لأنَّ الصحفَ كانت تنشرُها، وكاميرات التصوير تُصوّرها، والمُفكّرين والأطبَّاء والأساتذة الجامعيّين يشهدون لها.
أمّا ادعاءُ "عبقريّ عصره" بأنَّ الدكتور داهش كان سببًا في طلاق عدّة نساء من أزواجهنَّ، فهل له أن يعطينا مثالاً واحدًا على ذلك؟ أمَّا الفتاةُ التي انتحرت، وهي " ماجدا حدّاد " ابنة المجاهدة البطلة ماري حدّاد التي تصدّت بكلِّ بأسٍ وشجاعةٍ للمجرمين الأنذال وحُكّام ذلك العصر وأذنابهم، ماجدا الحبيبة لقلبِ كلِّ انسانٍ يعرفُ معنى النبالة والطهارة، فإنَّما انتحرَت احتجاجاً صارخاً على ظُلم هادٍ روحيٍّ بريءٍ أرسلَه الله تعالى لِيُحِلَّ السلامَ والأُخوَّةَ والفضيلةَ في لبنان بدلَ الاقتتال والعداء والرذيلة التي ما تزالُ مُتحكِّمةً به، فإذا الطاغية وزبانيتُه من المُجرمين يضطهدونه! أجل زبانيةُ الجحيم اضطهدوا ابنَ السماء فاستحقّوا غضبَ الله عزَّ وجلّ. وهوذا لبنان لم يعرف الراحة منذُ أكثر من خمس وثلاثين سنة! إنَّ اليهودَ الذين اضطهدوا السيّدَ المسيح فقدوا أرضَهم وتشتَّتوا ألفَي سنة في مُختلف انحاءِ العالَم. فالله يُمهِلُ ولا يُهمِل.
ولزيادة معرفتك وإنعاش ذاكرتك التي أشكُّ بأنّها ستزداد أو تنتعش، إعلَمْ أنَّ الدكتور داهش توفّي سنة 1984 وليس 1964، وأنَّ عقدَ الداهشيّة لم يُفْرَط، فانَّ كُتبها تُتَرجم الى أَشهرِ اللغاتِ العالميَّة، ليتمكّن أهل الأرض قاطبةً من قراءتها والاطّلاع على تعاليم مؤسّسها ومبادئه، مثلما على أُطروحات جامعيَّة ومُحاضراتٍ ألقاها في جامعات لبنان والغرب أساتذة جامعيّون عن الدكتور داهش وعظمة شخصيّته. وليعلمَ المتنكِّر باسم "نوَّار القورشي" لجبانته أنَّه أُنشئَ في نيويورك، عاصمة عواصم العالَم، مُتحَفٌ يحمل اسم الدكتور داهش، ومجلّة بالعربيَّة والإنكليزيَّة باسمه، وذلك منذ خمس عشرة سنة.
واعترافُ المتنكِّر بأنّه مازال عديدٌ من المؤلّفين ينشرون الكُتب عن الدكتور داهش محاولين إضاءة بعض الجوانب الغامضة من سيرته وقدراته الخارقة، لهو خير دليلٍ على عدمِ انفراط عقد الداهشيّة.
أمّا أن ينعت خفيفُ العقلِ الداهشيين بـكَونهم "خفيفي العقول" فأُذكِّرُه بأن ليس للعاهرة أن تُحاضر بالعفّة.
حسين يونس الداهشيّ.