http://www.elaph.com/ElaphWeb/Reports/2005/6/67212.htm
داهش بك نبي القرن العشرين |
||
|
أراءهم:
أسطورة داهش كما رآها هشام شرابي وجبرا إبراهيم جبرا
وآراءنا:
صُمٌ بُكمٌ عُميٌ فهم لا يفقهون.
ان كنتم تَصْدِقون فيما تقولون, بأن داهشاً , ذلك الولد السرياني الأصل المعروف باسم ( الدكتور داهش بك ) كان يدعو رجال الدين والوجهاء الى مائدة الطعام ويضع امامهم أصابع الخيار, ويطلب منهم ان يتناولوه وعندما يتناول الواحد منهم إصبع الخيار، يجد في فمه حذائه.
غريبٌ أمركم في كذبكم. أولم يكن في بيت داهش الاّ الخيار؟ أولم تكن أحذية رجال القوم في أرجلهم؟ وكيف تقبّل رجال الدين والوجهاء ذلك الأمر؟ أم أنَّ داهشٌ كان من القوّة الجسديّة في شيء حتى لم يستطيع كلّ أولئك القوم من مهاجمته أو الردَّ عليه أو حتى اللجوء الى القانون , وذلك أضعف الأيمان.
أمّا انه كان يدخل إلى الحلاق، ويتناول رأسه بيديه ويضعه على الطاولة ويطلب من الحلاق قص شعره ويخرج للتجوال ثم يعود ليأخذ رأسه بعد أن يكون الحلاق أنهى عمله.
هل من عاقل يمكن أن يتقبّل هكذا أمر؟ أم أن العقول في ذلك الوقت كانت كالحمار محمّلاً اسفارَ. وهل سأل احدكم راوي هذه القصّة عن كيفيّة تجول داهش ؟ أم أنَّ الكذب ليس له حدود؟
أما ان يروي السيّد جورج غانم قصةً ويقول انه كان شاهداً عليها مع داهش بك وهي " "دُعينا مرة إلى محاضرة سيلقيها في الساعة الواحدة، وتأخر في الحضور، وعندما أصبحت الساعة الثانية دخل داهش ووسط احتجاجنا على تأخره، قال لنا انه لم يتأخر وطلب منا النظر في ساعاتنا فوجدناها تشير للساعة الواحدة"".
ألم يخطر على بال أحد, أن الذين يُدعون الى محاضرةٍ ما, يجب أن يكونوا من خيرة المثقفين آنذاك؟ وكيف تقبّل أولئك المثقفون أن ينتظروا ساعةً كاملة؟ أولم يكن لديهم من شيءٍ عمله؟
حسناً أيها الباحثون عن الحقيقة, لنسلّم جدلاً أن تلك الأعمال التي لا شكَّ أنّها خارقة قد فعلها الدكتور داهش, وأن الراوون لتلك الخوارق لنواميس الطبيعة هم أصحابَ سيرةٍ حسنة وعلى درجةٍ عالية من الثقافة, أذ يحتّم علينا العقل الراجح أن نتأكّد من وجود هاتين الميزتين في الرواة حتى يتمّ تصديق رواياتهم.
قلت, لنُسلّم جدلاً أنّهم يتمتّعون بتلك الميّزات, وأنّهم أهلاً للثقة. حينذاك ألا تكون أفعال الدكتور داهش هي فعلاً من المعجزات الألهيّة التي لا تمتُّ بصلةٍ الى الشعوذة والسحر والتدجيل؟
وكيف تكون المعجزات؟ وما الفرق بين معجزات السيّد المسيح والنبيّ العربي ومعجزات الدكتور داهش؟ وهل عصا موسى النبيّ أشدَّ فعلاً من أن يتجوّل داهش بغير رأس؟
وهل عاين أحدكم مُعجزاتهم ليقارن فيما بينهم؟ وعلى أيّ أساسٍ بنيتم ايمانكم بهم؟
- (22) وﺇن كنتم في ريب مما نزّلنا على عبدنا فآتوا بسورةٍ من مثله , وأدعوا شهداءكم من دون أللّه ﺇن كنتم صادقين . (23) فان لم تفعلوا ولن تفعلوا فأتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدّت للكافرين.
أتّقوا الله في خلقه. ولماذا لم يذكر الراوي لمراسلكم الصادق الأمين أسم المرأة التي تيمّت به حتى تركت زوجها؟ أولم تسألوا أنفسكم, أنْ كان داهشٌ فعلاً يحبّ النساء, لكان تزوّج وأنجب. أم أنّه حرامٌ عليه ما هو حلالاً لكم؟ ولتصحيح معلوماتكم أنَّ داهشٌ لم يُقم علاقةً شرعيّة أو غير شرعيّة مع أحدٍ على حدٍّ سواء, و لم يتزوّج ولم ينجب شأنه في ذلك شأن المسيح سيّد المجد. أنَّ لكم أن تفهموا معنى العفّة وأنتم غائصون حتى أذنيكم في مستنقعات الرذيلة والكذب والهوان.
أم أن داهشاً حاول أن يُظهر نفسه ويُثبِتَ للناس وهو الفقير ، انه إنسان جدير بالاحترام، وحاول ان يظهر ككاتب ومثقف ومتعلم". ويبدو الأب يعقوب متعاطفا بشكل كبير مع داهش بك،
شكراً لتعاطف الأب يعقوب الذي ليس له أساساً من الصحّة. فالدكتور داهش لم يكن فقيراً, والمال الذي كان لديه قد لا يُعدُّ ولا يحصى. حسبي أن أشير الى افادة السيّدة ماري حدّاد في دائرة رئيس البوليس العدلي:"
هنا تسألونني:" و كيف يعيش الدكتور داهش؟"
فالجواب:
" إنني شاهدت عنده من الدراهم أكداس مكدّسة. و لا يوجد عند (بنك) ما يوجد عنده من المال.
و قد شاهدته يُعطي الفقراء بدون حساب؛ و لكنه لنفسه بكلِّ دقة يعمل الحساب" .
كما أنَّ انشاءه مُتحفاً يضاهي المتاحف العالميّة في نيويورك لهو خير دليلٍ على عدم فقره, كما له مكتبةً شخصيّة تضمُّ أكثر من مليون كتاب, ومجلّة تحمل اسمه, وداراً للنشر, لهم خير برهان على صحّة ما أقول.
وان لم يكن صاحب 150 كتاباً أدبيّاً خطتها يراعة داهش بشتى أنواع الأدب, كاتباً ومثقّفاً ومتعلّماً؟ فمن هو الكاتب والمثقّف والمتعلّم؟
عزيزي الباحث عن الحقيقة,
كلَّ من عرف داهشاً, عرف أنّه مِثالٌ للأخلاق الرفيعة, عَرِفَ كيف يتكلّم الدكتور داهش, عرفه بكتاباته وأقواله, بسلوكه وأعماله, بمُعجزاته وعجائبه, وبصلاته وعلاقاته مع الناس.
فهو عندما يتكلّم, تتواهى الحُجَجُ أمام حُجَجِه مهما كانت قويّة وبليغة.
لقد شاهدناه بين كبار الرجال، و الكتبة و الصحافيين، و جماعات من ذوي الثقافة العالية. فكانوا كلّهم مُعجبين به حتى إنهم يصبحون بتفكيرهم أمامه صغاراً.
و كانوا كلّهم يطلبون منه إرشادات و تعاليم، فكان يعطيهم إيّاها ببساطة كاملة ووداعة متناهية.
هو أكمل تعبير للعبقريّة من حيث سموّ وجهة نظره. و نُبل فكره و صفائه.
فالدكتور داهش لم ولن ينقُصَه الأحترام ما دامت الأرضُ أرضاً والسماءُ سماءً. حسبي أن أشير في هذا بأن تلاميذ داهشٌ يزدادون يوماً بعد يوم, وليس الوقت ببعيد حتى تمتلىءُ الأرضَ والعوالم الفردوسيّة بالداهشيين. . وهؤلاء جميعاً, يجلّون داهشاً ويحترمونه, فهو الرمز لهم, والقدوة. و يخشعون لللّه باسمه.
أمّا السيّد هشام شرابي, فمن حيثُ لا يدري, فقد أضاف الى مُعجزات الدكتور داهش مُعجزةً.
ولو أنّه فكّر بها كمثقّف, عما جعل الدكتور داهش يزوره, لعرِفَ بأن معرفة عنوانه وأفكاره وزيارته في ذلك الوقت, ما هو الاّ دليلاً ساطعا" على قدرة الدكتور داهش بمعرفة الآفكار. ومن يعلم بالغيب الاّ الله عزَّ وجلّ, والذين القى الله عليهم أمره من عباده لينذروا يوم التلاقي.
أما عن اجابة داهش: "الناس بتحب الروحانيات خصوصا إذا كانت مرتبطة باللاروحانيات" . فلأن الحكمة ترتّب على أن لا نخاطب الناس أكثر مما يستوعبون.
حسين يونس الداهشيّ.