أنا أؤمن بأنه توجـد عدالة سماويّة, وأن جميع ما يُصيبنا في الحياةِ الدنيا من مُنغصات انَّ هـو الاّ جـزاءٌ وفاق لِما أجترحناه في أدوارنا السابقة من آثـامٍ وشـرور.ولهـذا يجب علينا أن نستقبلَ كلّ مـا يحـلّ بنـا من آلامِ الحياةِ ومآسيها غير مُتبرّمين ولا متذمّرين , بل قانعين بعدالةِ السماء ونُظمها السامية.

Highlighter
أحبُّ الكُتُبَ حبَّ السُكارى للخمر , لكنَّني كلَّما أزددتُ منها شرباً, زادتني صَحوا
ليس مّنْ يكتُبُ للهو كمَن يكتُبُ للحقيقة
الجمالُ والعفّــة فـردوسٌ سماويّ .
لا معنى لحياةِ ألأنسان اذا لم يقم بعملٍ انسانيٍّ جليل .
اعمل الخير , وأعضد المساكين , تحصل على السعادة .
من العارِ أن تموتَ قبل أن تقـوم بأعمالِ الخير نحـو ألأنسانيّة .
الموتُ يقظةٌ جميلة ينشُدها كل مَنْ صَفَتْ نفسه وطَهرت روحه , ويخافها كلّ من ثقُلت أفكاره وزادت أوزاره .
ان أجسامنا الماديّة ستمتدّ اليها يـد ألأقـدار فتحطِّمها , ثمّ تعمل فيها أنامل الدهـر فتتَّغير معالمها , وتجعلها مهزلةً مرذولة . أمّا ألأعمال الصالحة وألأتجاهات النبيلة السّامية , فهي هي التي يتنسَّم ملائكة اللّه عبيرها الخالد .
نأتي إلى هذا العالمِ باكين مُعولين، و نغادره باكين مُعولين! فواهً لك يا عالمَ البكاء والعويل!
جميعنا مُغترٌّ مخدوعٌ ببعضه البعض.
العدلُ كلمة خُرافية مُضحكة.
أمجادُ هذا العالم وهمٌ باطل، و لونٌ حائل، و ظلٌّ زائل.
لا باركَ الله في تلك الساعة التي فتحتُ فيها عينيّ فإذا بي في مكانٍ يطلقون عليه اسم العالم .
أنا غريبٌ في هذا العالم، و كم احنُّ إلى تلك الساعة التي اعود فيها إلى وطني الحقيقيّ.
الحياةُ سفينةٌ عظيمة رائعة تمخرُ في بحرٍ، ماؤه الآثام البشريَّة الطافحة، و امواجه شهواتهم البهيميَّة الطامحة، و شطآنه نهايتهم المؤلمة الصادعة.
كلّنا ذلك الذئبُ المُفترس , يردع غيره عن اتيانِ الموبقاتِ وهو زعيمها وحامل لوائها , المُقوّض لصروح الفضيلة , ورافع أساس بناءِ الرذيلة .
الحياةُ سلسلة اضطراباتٍ وأهوال , والمرءُ يتقلَّب في أعماقها , حتى يأتيه داعي الموت, فيذهب الى المجهولِ الرهيب , وهو يجهلُ موته , كما كان يجهلُ حياته .
من العارِ أن تموتَ قبل أن تقومَ بأعمالِ الخير نحو الانسانيّة .
المالُ ميزان الشرِّ في هذا العالم .
السعادةُ ليست في المال , ولكن في هدوءِ البال .
كلُّ شيءٍ عظيمٍ في النفسِ العظيمة , أمّا في النفسِ الحقيرة فكلُّ شيءٍ حقير .
الرُّوح نسمةٌ يُرسلها الخالق لخلائقه لأجل , ثم تعودُ اليه بعجل .
الرُّوح نفثةٌ الهيَّة تحتلُّ الخلائق , وكل منها للعودة الى خالقها تائق .
الرُّوح سرٌّ الهيٌّ موصَدْ لا يعرفه الاّ خالق الأرواح بارادته , فمنه أتتْ واليه تعود .
أنا أؤمن بأنه توجـد عدالةٌ سماويّة , وأنَّ جميع ما يُصيبنا في الحياةِ الدُّنيا من مُنغِّصاتٍ وأكدارٍ انَّ هـو الاَّ جـزاء وفاق لمِا أجترحناه في أدوارنا السابقة من آثـامٍ وشـرور . ولهـذا يجب علينا أن نستقبل كلَّ مـا يحـلُّ بنـا من آلام الحياة ومآسيها غير م
الحرّيةُ منحة من السماءِ لأبناءِ ألأرض .
الموتُ ملاكُ رحمةٍ سماويّ يعطف على البشر المُتألّمين , وبلمسةٍ سحريّة من أنامله اللطيفة يُنيلهم الهناء العلويّ .
ما أنقى من يتغلّب على ميولِ جسده الوضيع الفاني , ويتبع ما تُريده الرُّوح النقيّة .
ما أبعدَ الطريق التي قطعتها سفينتي دون أن تبلغَ مرفأ السلام ومحطَّ الأماني والأحلام .
الراحة التامّة مفقودة في هذا العالم , وكيفما بحثت عنها فأنت عائدٌ منها بصفقةِ الخاسر المَغبون .
ليس أللّــه مع الظالم بل مع الحقّ.
ان الصديق الحقيقي لا وجود له في هذا العالم الكاذب.
ما أكثر القائلين بالعطف على البائسين وغوث الملهوفين والحنو على القانطين , وما أقلَّ تنفيذهم القول.
يظنُّ بعض ألأنذال ألأدنياء أنّهم يُبيّضون صحائفهم بتسويدِ صحائف الأبرياء , غير عالمين بأنَّ الدوائر ستدور عليهم وتُشهّرهم.
ما أبعدَ الطريق التي قطعتها سفينتي دون أن تبلغَ مرفأ السَّلام ومحطَّ الأماني والأحلام .
رهبة المجهول شقاء للبشرِ الجاهلين للأسرارِ الروحيَّة , وسعادة للذين تكشّفت لهم الحقائق السماويَّة .
الموتُ نهاية كل حيّ , ولكنه فترة انتقال : امّا الى نعيم , وامّا الى جحيم .
الحياةُ خير معلِّمٍ ومُؤدِّب , وخيرَ واقٍ للمرءِ من الأنزلاقِ الى مهاوي الحضيض .
حين تشكُّ بأقربِ المُقرَّبين اليك تبدأ في فهمِ حقائق هذا الكون .
مَنْ يكون ذلك القدّيس الذي لم تخطرُ المرأة في باله ؟ لو وجدَ هذا لشبَّهته بالآلهة .
المرأة هي إله هذه الأرض الواسع السُّلطان. و هي تحملُ بيدها سيفاً قاطعاً لو حاولَ رجالُ الأرض قاطبةً انتزاعه منها لباؤوا بالفشلِ و الخذلان .

 

السبت 17 أيار 2003 - العدد 1298 - صفحة 6

جريدة المستقبل

بعد عقدين على موته وستة على صراعه مع بشارة الخوري
داهش "حي" والداهشيون عائدون!

The house photo

His photo

Hasan photo

Khalil photo

 

تغريد عبدالله

      لم تكن "العقيدة الداهشية"، منذ تأسيس رابطتها عام 1942، بمنأى عن الاتهامات والتشكيك في اهدافها وأسباب نشأتها، ولم تسلم كذلك من الاضطهاد الذي لحق بمؤسسها الدكتور داهش وبالعديد من اتباعه.

       ففيما يؤمن الداهشيون بأن الدكتور داهش هو "هادٍ من عند الله"، انطلاقاً من الآية الكريمة "لكل قوم هاد" وأن الظاهرات الروحية التي تجلّت على يديه على مدى نصف قرن، والتي شاهدها الآلاف من المثقفين والرسميين ورجال الدين، وصوَّرتها عدسات المصورين، هي حقيقة ثابتة، ولها قوة "هداية محررة مستمدة من الله"، يشيع خصومه بأنه ساحر ومشعوذ، بعدما نعتوه بأحّط الألفاظ، في حين اعتبره الكثير من أهل العلم بأنه عالم روحاني معترفين بأن هذا الرجل هو ظاهرة "تقوم بخوارق" تعجز عنها بقية البشر.

       بعيداً عن الرجل "الظاهرة"، يبدو أن الرابطة الداهشية العالمية تعتزم اليوم أن تستأنف عملها مجدداً في لبنان بعد فترة توقف غير قصيرة، عزاها بعض أعضائها إلى "الأوضاع الحساسة التي عاشها لبنان" وتشعر هذه الرابطة بضرورة تفاعلها أكثر فأكثر مع المجتمع والاعلام، وذلك بعقدها الاجتماعات والنشاطات الثقافية والاجتماعية.

       فما هو وضع حركة الداهشيين اليوم؟ ما هو عدد مريديها في لبنان والعالم؟ من هو مؤسسها؟ ما هي طقوسها؟ هذا اضافة إلى أسئلة أخرى تتناول روايات يقصها داهشيون للمرة الأولى حول "خوارق" الدكتور داهش.

       يشرح الداهشي المحامي خليل زعتر، وهو يمثل الدكتور داهش بوكالة عامة عنه كما ساهم في وضع مؤلفين وثائقيين عن اضطهاده، أن نشاط الداهشية مرّ في الفترة المنصرمة بحال من الركود، نتيجة الأوضاع الحساسة التي مرّ بها لبنان، لاسيما خلال الحرب، اذن هاجرت الرسالة الداهشية إلى أمريكا خوفاً من أن تدمرها الحرب ولا سيما بعد تعرّض بعض اعضائها للاضطهاد، فأقيم في قلب مدينة منهاتن متحف عرف بمتحف داهش يضم مجموعات من اللوحات والمحفورات والمنحوتات والرسوم.

       يقول إن الداهشية تحاول اليوم أن تستأنف نشاطها مجدداً، عبر انخراطها في المجتمع وكذلك عبر تواصلها مع الاعلام. فالدار الداهشية للكتب لم تنأَ يوماً عن المشاركة في المعارض بهدف نشر مؤلفات مؤسسها التي تربو على الـ 150 كتاباً ومؤلَّفاً.

       ولا يمكن في هذا السياق احصاء مريدي هذه العقيدة بدقة، بحسب زعتر الذي يجزم أن هناك عشرات الآلاف منهم في لبنان، فيما يعتنقها مئات الألوف في بلاد الاغتراب لا سيما في أوروبا وأميركا.

       وبالنسبة لشروط الانضمام إلى الداهشية يوضح أنه يمكن للمرء اعتناق الداهشية إما عبر اطلاعه على مؤلفات الدكتور داهش والايمان بأفكاره، وإما بواسطة سؤال المؤمنين بداهش عن اهداف عقيدته ومضمونها وهذا ما يحصل معنا يومياً.

       ويؤكد زعتر أنه يفترض بالمرء كي يصبح داهشياً أن يؤمن بما قاله الرسول منذ فجر التاريخ، وبالله وملائكته واليوم الآخر، اضافة إلى تكريس نفسه لعمل الخير، وهذا لا يعني ان يغيّر الداهشي معتقداته، بل على العكس، فان هذه العقيدة تجعله يتقرّب اكثر من ديانته.

       أما عن الصلوات التي يمارسها الداهشيون، فيفصح أنه ثمة مخطوطة هي في صدد الطبع الآن في دار النشر في نيويورك، يطلق عليها اسم "الهادي الإلهي"، وهي عبارة عن صلوات وتعاليم روحية "نُزلت" على داهش. وثمة ابتهالات وصلوات أخرى يرددها الداهشي في مناسبات عديدة. كقراءة أدعية وصلوات خاصة حول المدفن لدى وفاة أحد الداهشيين.

       ويعود زعتر ويذكر أن الرسالة الداهشية جاءت، وحسبما يقول داهش في وقت طغت المادة فيه على حياتنا وانتشر الفساد في مجتمعاتنا. لتؤكد على خلود الأرواح وفناء الأجسام وكي تبشر بقيمة المعنويات وفقاً لما جاء في مختلف الأديان السماوية.

       ولدى سؤالنا عن صحة أن الداهشية تنذر بفناء قريب للبشر يقول "يعتبر داهش ان صناعة القنابل اليدوية والهيدروجينية وتسابق الدول على تطوير الأسلحة وتخزينها، اضافة إلى الجنون البشري الذي يحتل يوماً بعد يوم مكان الحكمة في رؤوس الناس، وتعاظم الشر على حساب الخير سيؤدي إلى حرب افناء للعالم". ولطالما تساءل داهش في هذا السياق قائلاً: "كل شجرة لا تثمر ثمراً صالحاً تُقطع وتُلقى في النار"، فأي ثمر صالح تثمر البشرية اليوم؟ ومن لا يرى فرقاً بين حرب سلاحها السيف أو البندقية وحرب سلاحها القنابل الذرية!!

       من هو؟

       ولد سليم العشي داهش في القدس عام 1909، بعدما قصدها والداه للحج وتوفي في العام 1984. ويقول مريدوه إن "خوارقه ظهرت في وقت مبكر، وذاع صيته في لبنان ومعظم الدول العربية كما في أوروبا وأميركا. واجتذبت دعوته الآلاف من الناس الذين كانوا يتحلقون حوله.

       آمن به كثيرون إلى أن تم تأليف الرابطة الداهشية عام 1942، في خلال "حالة روحية" حضرها آنذاك يوسف الحاج فكان بذلك المؤمن الأول، ومن ثم الشاعر حليم دمّوس. وكثر أتباعه من أمثال الدكتور فريد أبو سليمان والبروفسور جورج بيضا، ولا سيما الأديبة والكاتبة ماري حداد وعائلتها".

       رآه مريدوه انساناً متواضعاً خلوقاً، وواسع الاطلاع. ويشير هؤلاء انه كان في وسعه أن يحوّل الورق العادي إلى مال في روايات كثيرة، ويقول الراحل الشيخ عبدالله العلايلي في أحد كتبه واصفاً الرجل: تقع منه العين أول ما تقع على خلق استوى بنيانه وانتصب في قامة هي أقرب إلى الطول.. وركب عليه وجه صبيح جاء نموذجاً جميلاً للطابع الشرقي، واضح التقاسيم وينطق بالعذوبة والبراءة والبشر. كما وصفه بالمصلح في معرض حديثه عن الاضطهاد الذي تعرض له بقوله "ان المصلح قد يخسر نفسه في عصره لكن ليملك العصور التالية".

       داهشي بيروتي

       الداهشي البيروتي حسن بلطجي الذي التقيناه في منزل جورج حداد، مقر "الرسالة الداهشية" يتحدث "للمستقبل" كيف اعتنق الداهشية ويروي بعض "الخوارق" التي عاينها عن كثب فيقول "منذ كنت طالباً، كنت شغوفاً بالبحث عن الحقيقة وإذ بي اسمع بالدكتور داهش من والدي رحمه الله. بداية لم أتقبل ما سمعت به، بل صرت اشكك في كل شيء، ثم بعد أن تعرفت إلى الدكتور داهش، وشاهدت عن كثب جلساته الروحية، تيقنت أن خوارقه تبعد كل البعد عن ألعاب الخفة والشعوذات وقراءة الكف.

       وفهمت ان الداهشية هي رسالة روحية ترتكز تعاليمها على مبدأ وحدة الأديان في جوهرها، وبدأت أشعر أيضاً ان الدكتور داهش رجل أنعم الله عليه بقوة روحية انطلاقاً من الآية القرآنية: "لكل قوم هاد" ، فالله قد وهب هذا الرجل عقلاً نيراً ونفساً نقياً. وبخوارق تصدر عنه وتتم عن يد الروح لتثبت أن الروح تجترح المعجزة وليس الانسان".

       ويضيف بلطجي "تكررت اجتماعاتي به، وكان لي نصيب المشاركة في أكثر من جلسة روحية، كانت الروح خلالها تحتله وتظهر أعمال لا تقع ضمن نطاق التفسير المنطقي لنواميس الحياة".

       ماذا يحصل خلال الجلسة الروحية؟

       ـ يقول بلطجي: الجلسة الروحية هي جلسة بسيطة .

       كان الدكتور داهش يكتب على ورقة عبارة "بحق النبي والحبيب الهادي أن يُسمح لي بجلسة روحية" وترفق هذه العبارة برسم الرمز الداهشي الذي هو كناية عن نجمة خماسية، ثم تطوى الورقة وتُحرق، والكتابة هذه هي عبارة عن صلاة موجزة توجه إلى الخالق عزّ وجلّ ابتهالاً.

       ويضيف بلطجي: "طالب الجلسة الروحية عليه أن يطلب موعداً قبل شهر من موعدها ومن ثم تعقد الجلسة الروحية في وضح النهار بعيداً عن أية ستائر أو ضبابية، فيشاهد فيها من الخوارق ما يؤكد له ان عالم الروح هو عالم حقيقي بكل ما للكلمة من معنى.

       وأن غاية هذه الروح هي العودة بالانسان إلى الايمان الديني الصحيح، اي بالله والثواب والعقاب واليوم الآخر.

       سياسيون

       الكثير ممن عانوا خوارق داهش، بحسب بلطجي لم يؤمنوا برسالة صاحبها لكنهم في المقابل لم ينكروا أيضاً ما عاينوه من خوارق ومن هؤلاء عشرات السياسيين البارزين كرئيس المجلس النيابي آنذاك صبري حمادة ورئيس الوزراء الأمير خالد شهاب اضافة إلى وزراء ونواب وغيرعم.

       ويعود بلطجي بذاكرته إلى الوراء ويقص روايات بعضها لم يذكره إلا للمرة الأولى ويقول "أذكر أن داهش تنبأ بما ستنجب امرأة شقيقي محمود، لدى سؤالها الدكتور داهش عن هذا الأمر. وخلال جلسة روحية قدّم الدكتور داهش ورقة صفراء للمرأة، طلب منها ان تحفظها ولا تقرأها الا حينما يُوعز إليها بذلك.

       بعد خمسة أشهر، انجبت المرأة فتاة. وعندها اتصل الدكتور داهش بشقيقي واشار اليه أن يفتح الورقة واذ بهذا الأخير يشعر بالذهول، ويقشعر بدنه حينما قرأ على مسامعي الكلمات التالية " في اليوم الفلاني ستطلب من الدكتور فؤاد حداد الحضور من باريس خصيصاً لاخضاع زوجتك للولادة والتي ستعمد إلى قراءة سورة الفاتحة ومن ثم ستتشهد وبعدها تولد فتاة جميلة الصوت وذلك في اليوم الفلاني الساعة الفلانية.

       شعر شقيقي بالذهول وترك امرأته مسرعاً إلى الدكتور داهش وعانقه والدمعة في عينيه قائلاً: من أنت؟

       ويتابع الداهشي بلطجي قص رواياته بحماس وكأنه يعيشها مجدداً ويقول "اذكر مرة ان الشاعر والأديب المعروف موسى المعلوف طلب من الدكتور داهش أن يطلق اسماً على ولده المولود حديثاً.

       فعقد جلسة روحية، وكان ينضم الينا الدكتور فريد أبو سليمان ونقولا ضاهر. وكتبنا أسماء كثيرة على قصاصات ورقية، رغبة لطلب الدكتور ثم سحب المعلوف ورقة كتب عليها اسم مهنّد، أي السيف الباتر.

       في ذلك الوقت جرى للدكتور داهش احتلال روحي، طلب خلاله من موسى المعلوف ان يتوجه إلى المكتبة قبالته وأن يختار كتاباً معيناً. ووجد فيه هذا الأخير ورقة كتب عليها "سيحضر موسى المعلوف في اليوم الفلاني إلى زيارتنا، وسيطلب منك تسمية ولده، وسيدعى الطفل مهند في الساعة الفلانية".

       ويتابع روايته "والأهم من هذا كله ان الدكتور دهش التفت ذاك اليوم نحوي، وقال "تذكّر ان هذا الطفل سيكون فارع الطول وجسده ممشوقاً مثل الرمح".

       والمفاجأة اليوم ان مهند الذي يبلغ الثلاثين من عمره يبلغ طوله نحو مترين، وظهره ممشوق من دون أية انحناءات بسبب الطول".

       زينة حداد

       في مقر "الرسالة الداهشية"، أي منزل جورج حداد وزوجته الأديبة والفنانة ماري حداد، التقنيا في محلة القنطاري بالابنة زينة التي لا تزال تسكن في المنزل من دون أن تفارقه، وتروي زينة حداد كيف تعرفت عائلتها بالدكتور داهش وكيف اعتنقت الداهشية. وكيف عانت من الاضطهاد نتيجة ذلك.

       تقول "كنت فتاة في السابعة عشرة من عمري عندما تعرفت بالدكتور داهش. آنذاك كان الشاعر الملهم حليم دمّوس هو أول من أوصل إلى عائلتنا أخباره.

       بداية لم يأخذ أهلي حديثه ورواياته على محمل الجد، علماً أن دمّوس كان رجلاً طيباً وصادقاً، لكن ايمانه العميق بحقيقة ما يرويه، جعل والديّ يقرران زيارة داهش.

       وتضيف "في أحد الأيام قرر والداي زيارة الدكتور داهش بعدما طلبا منه ان يحضر جلسة روحية وتم له ذلك.

       وعندها طلب والدي ان يحصل على قطعة أثرية من الخزف موجودة في مكتبة منزله البعيد عن منزل الدكتور. وخلال ثوان ظهرت قطعة الخزف بين يديه وعلى مرأى من الكثيرين من الشهود، فذهل والداي واستبد بهما العجب وتابع "تكررت الخوارق الروحية حتى لم يكن ثمة مجال للشك بقدراته. وشهد جميع افراد أسرتنا المئات من خوارقه وتنبؤاته الصحيحة والدامغة. وصرنا نتأكد شيئاً فشيئاً من روايات الشاعر دمّوس. حتى ان هذا الأخير أسرّ لنا أن داهش اخبره ان أسرتنا ستؤمن بالرسالة الداهشية. وسيكون لها مركز كبير وخطير فيها، بعدما اشار اليه عن التاريخ واليوم الذي تعرفنا فيه إلى الدكتور".

       شخصيات متعددة!

       تروي زينة حداد احدى الخوارق التي رأتها تقول "شاهدت مرة وبأم العين ست شخصيات للدكتور، كل واحدة منها هي الأخرى نفسها لكنه كان يرتدي في كل منها بذلة مختلفة، وهذا المشهد رآه الكثير من الاصدقاء. وهو يثير في النفس الذهول والارتباك". وتذكر "لدى اعدام الدكتور داهش على الحدود الاذربيجانية، أنه كان يسكن معنا في منزل والدي وبين اتباعه، والشخصية التي اعدمت آنذاك هي احدى شخصياته الست"!

       وتشرح زينة حداد معنى وجود الشخصيات المتعددة "للدكتور" فتنقل عنه انها عبارة عن سيالات روحية تعتبر امتدادات له كائنة في عوالم علوية متباينة، تتجسد على الارض بهدف تحقيق غايات روحية خطيرة ولذلك كانت تتخذ شكله البشري تماماً. ومن ثم تغادر الارض إلى عالمها بعد اتمامها مهامها".

       مريدون جُدد

       تروي الرسامة الداهشية الشابة جورجيت زعتر، كيف اعتنقت العقيدة الداهشية، وكيف "تأثرت بها وجعلتها تسير على الخط المستقيم". تقول جورجيت "لم أر الدكتور داهش يوماً، وهذا أمر يحز في نفسي. لكني ترعرعت في بيت يؤمن بداهش ورأى الكثير من الحقائق".

       وعندما دخلت الجامعة، راودني الشك بكل شيء، وقررت البحث عن الحقيقة بموضوعية ومن دون أن أتأثر بآراء أحد. وشيئاً فشيئاً بدا لي بعد اختبارات كثيرة خضتها في حياتي، ان الفكرة الداهشية توصلنا إلى الطريق المستقيم، والتي هي تطبيق جوهر التعاليم الموجودة، في الكتب المقدسة بعيداً عن أي تعصب".

       تقول جورجيت "أنا اليوم مقتنعة بهذه الطريق ولا يفوتني يوم من دون أن أقرأ الكتاب المقدس الذي أشعر اني افهمه بعمق".

       وتتمنى الرسامة الشابة أن يسلك الذين تحبهم هذه الطريق "كي يشعروا بالفرح الداخلي الذي تشعر به".

       بدوره يروي قاسم شكر الموظف في احدى دور النشر، كيف اعتنقت عائلته المؤلفة من والدته وشقيقته واشقائه الستة العقيدة الداهشية.

       يقول شكر "في العام 1963، سمع شقيقي بخوارق الدكتور داهش، الأمر الذي دفعه إلى زيارته والتعرف إليه، وسرعان ما تفاجأ بشخص متواضع ذي اخلاق رفيعة كان يتكلم برفق ويوصي بالخير".

       لم يراود شقيقي أي شك بما رأى وسمع يقول شكر فالخوارق العديدة التي شاهدها، جعلته يؤمن به وبأفكاره، لا سيما انها أفكار لا توصي الا بالخير".

       تأثرت عائلتي بما سمعت من أخبار، وبعدما قرأت الكثير عن هذا الرجل، آمنت به، بعدما رأت في ارشاداته رسالة تدعو إلى العيش بتقوى الله".

       ولا تكتفي عائلة شكر، بحسب قاسم الايمان بمبادئ الداهشية فقط، انما تحاول أيضاً التبشير بهذه العقيدة في عدد من البلدان العربية والأوروبية.

Developed by Houssam Ballout        Copyright 2019 This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.nfo All Right Reseved This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.