معجزات و خوارق الدكتور داهش
يرويها الصحفي
لطفي رضوان
رئيس تحرير مجلّة المصوِّر المصرية سابقاً
العدالة الموءودة
يا أعواد المشانق، كم لك من ضحايا بريئة شريفة!
و كم من أثمة لم يتأرجحوا بحبالك القوية،
و لؤماء لم تطلهم يد الأحكام العدلية!
إن دموع الآباء و الأبناء تشق الفضاء،
و صرخاتهم العميقة تخترق السحاب فالسماء!
لا كنت يا احكام ! و تباً لك أيتها القوانين السخيفة!
الدكتور داهش
من كتاب "بروق و رعود"
عظمةُ المُبْدع
عندما اطيل لنظر، يا صاحبي، إلى نيرات الكواكب،
أشعر بعظمة الخالق جل جلاله،
و امجد برهبة و خشوع أفعاله...تباركت أفعاله!
ثم تشرق الغزالة بقرصها اللامع الناري،
و للحال نرفع رؤوسنا خشوعاً و نسبح الباري،
و يأتي الليل بعدها، فيتبختر البدر و له الكواكب تواكب!
الدكتور داهش
من كتابه "بروق و رعود"
مقدمة
بقلم فنان الشعب الدكتور يوسف وهبي
عندما طلبَ إلي الصديق الحميم الأستاذ الصحفي الكبير لطفي رضوان، مدير تحرير مجلات" دار الهلال" أن أقدم هذا الكتاب، لم اتردّد لحظة واحدة بعدما قرأتُ بعض محتوياته، ذلك لأنني- كما يعلم الصديق لطفي رضوان و كما يعلم عشرات الألوف من أصدقائي و أبنائي في الأمة العربية كلّها- من أشدِّ المتحمّسين لعالم الرُّوح، و من المؤيدين كلّ التأييد للقائلين بخلود الرُّوح و قيام المُعجزات التي عاينت العديد منها، مما لا يُصدقه عقل ، ومما ظلَّ إلى أمدٍ طويل مجالاً للمناقشات بين المؤيدين و الرافضين.
و قد تعرَّفت إلى الرجل الذي أعدَّ الأستاذ لطفي رضوان هذا الكتاب عنه و عن مُعجزاته. فقد كنت في بيروت عام 1970، و أبلغني الصديق لطفي رضوان الكثير عن الدكتور داهش و ما قام به من مُعجزات امامه و أمام العديد من أصدقائه، فطلبت إليه أن يعرفني به.
واتَّصل الأستاذ لطفي تلفونياً بالدكتور داهش، و أبلغه رغبتي، فوافق على الفور أن أزوره في بيته. و قد أحسسّت، و انا أصافح هذا الرجل و قد ارتسمت ابتسامة هادئة رقيقة على وجهه، أنّني أصافح شخصية فذّة فيها الهدى و الصلاح و الطيبة، و كلّ هذه الصفات مُمتزجة بالعزم و الحزم الشديدين.
و بعد ان رحب بي الدكتور داهش و أبلغني أنه من رواد مسرحي و من المتتبعين لأخباري الفنية، قام ببعض المُعجزات التي قال عنها إنها مجرد تحية منه لمقدمي، و منها قراءة ما كان في جيبي من أوراق دون ان اخرج هذه الأوراق، و حتى دون ان أعرف أنها كانت في جيبي، و إذا بالإجابات مدونة عليها، و بخط واضح، و بالحبر الاحمر؛ ومنها تحويل ورقة عادية إلى ورقة بنكنوت؛ و غير هذه الظواهر العجيبة فعلاً.
و قد سألني الدكتور داهش عن الخسارة التي منيت بها من ممارسة هوايتي في الرهان على سباق الخيل و لعب الورق، فقلت له:
-حوالي ربع مليون جنيه.
فابتسم و قال لي:
-إذا ارجعت لك هذا المبلغ، هل تُقلع عن هذه الهواية؟
و طبعاً كان جوابي بالإيجاب.
و قال:
-إذن لا داعي للعب الورق منذ خروجك من عندي.
ووافقت.
و اعترف بأنني اعُجبت بما فعله الدكتور داهش، كما أعُجبت بشخصيته الهادئة.
و مضى النهار الذي زرت فيه الدكتور داهش.
و في نفس اليوم، وكنت على موعد مع الفنان الراحل فريد الاطرش، ذهبت إلى بيته، و جلست إلى المائدة مع بعض الأصدقاء. و نسيت وعدي للدكتور داهش ، فجربت حظي في اللعب.
و عندما عدت إلى بيتي، تذكرت ما حدث. و لكنني طمأنت نفسي بأن احداً لن يخبر داهش بما فعلته.
واتصلت به بالتلفون في اليوم التالي، فقال لي:
-يا يوسف بك، أنت جلست إلى مائدة اللعب أمس. و هذا امتحان لك بأنك لن تستطيع السيطرة على نفسك، و بالتالي سوف تخسر و تخسر أي مبلغ من المال. و لذلك، فأنا في حل من وعدي. و لنترك هذا الموضوع إلى غيره.
و دُهشت أن يعرف الدكتور داهش ما فعلته بالأمس. و كانت هذه الحادثة هي آخر اتصال لي به حتى تركت بيروت.
تذكرت هذه القصة و انا أهمّ بكتابة مقدمة كتاب صديقي لطفي رضوان عن الداهشيَّة أو مُعجزات الدكتور داهش.
و إنني اعترف بأنني، عندما قصَّ عليّ الصديق لطفي رضوان ما قام به الدكتور داهش امامه و ما سمعه من بعض أصدقائه، صدقته على الفور، لأنه ليس من المعقول أن يكون العالم الذي خلقه الله هو هذا العالم الأرضي الذي نعيش فيه دون سواه. و إلاَّ فأين تذهب الأرواح التي تصعد من اجساد البشر منذ أن خلق الله البشرية حتى اليوم و حتى الغد؟! نعم، أين تذهب؟! لا بدَّ من أن يكون الله قد خلق عوالم أخرى غير عالمنا هذا تتجمع فيها هذه الأرواح ، وأن هذه الأرواح على درجات من السمو ومن الانحطاط، مثلما هي في الأرض، و مثلما كانت عليه في الأرض.
و لهذا فأنا أؤمن إيماناً قاطعاً بأن الله، كما خلق الأرض و من عليها، قد خلق عوالم أخرى فيها ما فيها من خلائق و كائنات، و أن أرواح آبائنا و أجدادنا تتجمّع في عوالمٍ أخرى تمارس فيها نشاطاتها...
و لهذا فأنا أعتقد بأن هذه النشاطات قد يكون بعضها على صلة بنا، نحن أبناء هذا الكوكب الأرضي و ان الله قد يأمرها بأن تمدَّ لنا يد العون و المساعدة، وان تقوم بهدايتنا إلى ما فيه صراطنا المستقيم.
و بناء على هذا الاعتقاد، بل البديهيّات، اترك للقارئ أن يزنَ ما جاء بين دفتي هذا الكتاب من غرائب و مُعجزات علماً بأن بعضاَ مما جاء فيه قد حدثَ لي شخصياً. و اعتقد أنني لم أكن في غفلة أو ضارباً في صحراء الخيال.
و العلم اولاً و أخيراً...عند الله.