لولا داهش لقتلت ماجدا بشارة الخوري
رسالة الدكتور داهش الى ماجدا حدّاد
عزيزتي ماجدا ,
أيتها الصديقة النبيلة, حيّاك الله و أبقاك رمزا" للشهامة و الإخلاص.
و بعد, فقد بلغني أنّك تأثّرت لفداحة ما أصابني على يد زوج خالتك بشارة الخوري من سجن و تجريد ونفي و تشريد, بإيعاز من خالتك و خالك ميشال شيحا. و لم يكتفوا بذلك, بل طاردوا شقيقتي واضطهدوها, ثم زجوها في أعماق السجون, لأنها أرسلت اإلى الشيخ بشارة برقية تسأله فيها عن مقرِّي كي تستطيع السفر حيث أقيم. و قد جن جنونه عندما حكم القضاة عليها بالسجن مدة عشرة أيام, فاستأنف عليها الحكم بأمل أن تسجن سنوات ! فيا للظلم العظيم!
جميع هذه العوامل أثّرت بنفسيّتك و إحساسك المُرهف, فإذا بك تبعثين برسالة صاخبة مملوءة بالتهديد والوعيد للشيخ بشارة و زوجته.ثم صمّمت على اغتياله انتقاما" لما حلّ بي و بسمعتك شخصيا" من تلك الأكاذيب الحقيرة التي نشرتها جريدتا " العمل " و " الديار ", إذ لفّقوا النّهم الدنيئة بإيعاز من بشارة و لور و خالك ميشال شيحا و هنري فرعون.
و الآن, إنني أبعث برسالتي هذه إليك كي أنبهك و أنهاك عن الإقدام على أيّ عمل ٍعدائي ضد الشيخ بشارة أو سواه. واعلمي, يا عزيزتي ماجدا, أن الشيخ المرتكب للجريمة سينال جزاءه قريبا", إذ ستكسر يده كجزاءٍ روحي.
وسبق لي أن تنبّأت عن كسر يده عندما زارني إسكندر ريّاشي في منزلي وقال لي :
- إذا جرّدك بشارة الخوري من جنسيّتك بطريقة الظلم , فماذا سيكون موقفك ؟
فأجبته
- إذ ذاك ستكسر يده التي سيوقّع بها المرسوم من العنق .
وقد نشر إسكندر ريّاشي نبوءتي في جريدة " الصحافي التائه " وذلك في العدد الصادر بتاريخ 20 شباط 1944 .
وبما أنّ بشارة الخوري جرّدني من جنسيّتي فستكسر يده من العنق وستحقّق نبوءتي بحذافيرها (1) .
وسيجازى, أيضاً , روحيّاً , فيُصاب بخبلٍ وجنون (2)، وفي النهاية سيطرده الشعب من كرسيّ حكمه (3) , فيغادره مهاناً ذليلاً , منكّس الرأس . وسيكون أول لبنانيّ يطرد بإجماع رغبة الشعب .
إنّ في السماء عيناً مراقبة تجازي المُعتدي الذي أنزل بي محنةً هائلة دون ذنب جنيته أو جريرة إرتكبتها .
أعود فأكرّر عليك الوصيّة بأن لا تقدمي على أي عملٍ إرهابيّ لا أنت ولا أي أخ أو أخت داهشيّة .
وقبل أن أودّعك وأودّع الإخوة والأخوات , أخبرك بأنني سأسافر في خلال أيّام معدودة الى بغداد , وربّما من هناك أقصد البصرة أو كربلاء .
أختم تحريري بتوديعكم بقلبٍ مملوءٍ بالشوق لمشاهدتكم . واسلمي لمن لا ولن ينساك . والسلام .
الدكتور داهش
حلب , في 15 كانون الثاني 1945
ملاحظة : تسلّمت ماجدا هذا التحرير في 20 كانون الثاني , فكان أسفها عظيماً لعدم إستطاعتها إغتيال مُرتكب الجريمة القذرة , تنفيذاً لوصيّة مؤسّس عقيدتها , وأرادت أن تسمع صوتها للرأي العامّ فانتحرت .
(1)- كُسرت يده من العنق , وتحقّقت النبوءة تماماً . وقد إضطرّ للسفر الى القدس للإستشفاء في 15 شباط 1945 .
(2)- وجنّ أيضاً وكان جنونه مطبقاً .
(3)- طرده الشعب طرداً شائناً .