أربعة أخوة كرمَاء
وفُتِحَ بابُ الجنّة، واستُقبلَ استقبال الفاتحين،
ووضع على رأسه إكليلُ الغار، علامة الظّفر والانتصار،
وأنشدَتْه القيانُ أناشيد الفرح والسُّرور.
وعزفت موسيقى الفردوس أغاريد الغبطة والحبور.
واقتربتْ إلهةُ السّخاء مُهنئة الدكتور جورج خبصا
قائلةً له: لقد كنتَ جوادًا كريمًا على الرسالة الداهشية،
ففزتَ بدرجة رفيعة عُلويّة.
فهنيئًا لك هذه الدرجة السّامية الروحية!
فارتعْ بها متنعمًّا بلذاذات هنيّة.
وأحاطتْ به فتياتُ جنّة الخُلد مُرنمات،
قائلات: هيهات أن يوجد مثله هيهات!
لقد كان كريمًا عندما كانت تزخرُ به الحياة.
والآن، امتلكَ ناصية السعادة بجنّة الخُلد بعدما مات.
وتقدَّم أمير مملكة السعادة وبيده كأسٌ من شراب فُرات،
وقدَّمَهُ لخبصا فشر به، وإذا به يتذوقُ لذاذاتٍ تتلوها لذاذات.
فخرَّ ساجدًا شاكرًا خالقه وخالقَ الأرضين ومبدع السماوات.
وصاح صوتٌ جهوري قائلاً: أنسيتُم الأخَ المجاهد فريد فرنسيس،
باذِلاً ما جمعه في صندوقه وما خزنَهُ بالكيس،
مقدمًا ما يدخرهُ من نقود للرسالة الداهشية رغم أنف إبليس،
ممهدًا طريق الجود والكرم لكل مُقترّ وكزٍّ وخسيس.
وتقدمتْ حورية فاتنة وأنشدته بصوتها الرّخيم.
***
وبوَّق ببوقهِ جبرائيلُ رئيسُ الملائكة، فتشققت القبور،
وأُذيع اسمُ الأخ الداهشي المنافح المكافح جوزف شكور،
فكرمُه أشهرُ من أن يعرفَ، وهو عليه مشكور؛
وحاتميتُه يعرفها الإخوةُ والأخواتُ، فهو من هذه الناحية غيرُ منكور.
وفُتِحَ بابُ النعيم، وقيل لجوزف:
أنتَ في هذه الجنّة الدّانية القطوف ستقيم؛
هذا إذا مكثت قبل مجيئك لعالم الروح
سائرًا بصدقٍ وإخلاص بالدّرب المستقيم.
***
واشرأبَّت الأعناقُ متطاولةً لمشاهدة الأخ ماجد مهدي؛
وكان هذا الأخ يوفّر مبالغ من المال، ثم للرسالة يُهدي؛
فمدرستُهُ مِنبرٌ لإذاعةِ المعجزات، وكلّ من الطلاب كان لعجبهِ يُبدي.
وانتصب ماجد، وهو مفتول العضلات، مردَّدًا: أنا للنبي الحبيب افتدي!
وهذا يجعلني مسرورًا محبورًا، ونعيمي بهذا يكون أبدي.
وإذا بالعطور تُسكبُ عليه فيردّدُ بانشراح:
لله ما أشدَّ غبطتي بهذا النعيم العميم!!
الولايات المتحدة الأمريكية
الساعة العاشرة إلا ربعًا من ليل 14/3/1977