الويل للمجرمين من يوم الانتقام المروع
إذ سأبطشُ بهم بطشًا عنيفًا وأفترسهم افتراسًا مُخيفًا
تهديد مزلزلٌ ومُبيد
بلسان مارس إله الحرب
عندما تدقُّ ساعةُ الحساب الرهيبة،
سأدقُّ أعناقَ المُجرمين الوصوليين دقًّا هائلاً
وسأُمزقُ قلوبهم المُفعمة بالجرائم تمزيقًا مُروعًا،
وسأمزجُ الصَّاب والغسلين المريرين الكريهين مذاقًا،
وأسكبهما في أفواههم التي لا تنطق إلا بالكذب الشائن والإفك المُبين.
وإنني أُقسِمُ، غير حانث، بأنني سأُنكِّل تنكيلاً مُخيفًا
بكلِّ من تدخل في هذه الجريمة الوحشية المُنكرة المُستنكرة،
جريمة تجريد مؤسس الداهشية من جنسيته اللبنانية بالظلم والعدوان.
وسأُهرِقُ الدماءَ الغزيرة من عيونهم
الجاحظة هلعًا ورُعبًا من يوم الهول، عوضًا عن الجموع.
وستُخيم سُحُبُ الهموم،
وتتكاثف جيوشُ الغموم،
مُعسكرةً فوق ربوعهم الخرِبة، إذْ سيدمرها انتقامي الهائل تدميرًا عاصفًا.
إنَّ ساعة الانتقام لا شكَّ زاحفة.
وستنقضُّ كالصاعقة المردِّمة فلا تُبقي ولا تذر.
نعم، إن ساعة الحساب تدنو،
ومن زرع جريمةً فسيحصد فناءً تامًّا،
وهذا عدلٌ وحقّ.
فيا ساعة (الانتقام) هيا أسرعي،
كي أُذيقَ المُجرمين ما يستحقونه من أفدح الآلام الصارخة،
مما سيُسجله القدر بأحرفه النارية،
فيخلَّد هذا الانتقامُ المُخيف ما خُلِّد الزمان،
وتُدوّن بطونُ التواريخ أنباءَ هذا (الانتقام) المُرعب،
كعبرة خالدة على مر الدهور وكرِّ العصور.
وسيقرأها الوصوليون الأذلاءُ والظالمون للأبرياء،
فتهلع قلوبُهم، وترتجفُ ركبهم، وتصطكُّ أسنانُهم،
من هول الانتقام العادل.
إيه يا يوم الانتقام الحبيب على فؤادي،
لأنتَ البلسمُ الشافي لأتعاب روحي القلقة
من طول الانتظار لذلك اليوم العصيب على أعدائه الرعاديد.
اسرع أسرع لأزلزلهم،
اسرع لأقوضهم، وأجعل عامرهم بلقعًا خرابًا، وقفرًا يبابًا،
وأصوَّحُ ديارهم، وأدكّها دكًّا، وأُذُرها رَمادًا.
وستتمَّ هذه النبوءة الرهيبة المُخيفة الأحداث المُقوضة
في عام 1975 والأعوام التي تلي هذا العام المزلزل.
إذْ ستندلعُ الحربُ اللبنانية،
فلا تبقي ولا تذر.
أول كانون الثاني 1948