أمجادٌ طُوِيَت وَزالت
كم من عروشٍ أُطيح بها، فشُرِّد عواهلها تحت كل كوكبْ
فغاضت تلك المظاهر الفخمة، واندثرت مشاهد الموكب
فتشرَّد الملوكُ هائمين على وجوههم لطردهم، وكل منهم يشرق ويغرب
أين مجدُ فاروق، اذ عبدته الغيدُ الصيد، والوزراء سجدوا له على الركب؟
لقد نحوه فانتحب في المحروسة(1) أسفًا على أمجاد طُويتْ واصيب بعطبْ
ومات مسمومًا في بلاد غريبة، ودُفنَ بقبرٍ مجهول دون أن يُندب،
وفتحيه أُخته قتلها زوجها، رياض غالي، فيا لشدة العجب!
تزوجا عن حبٍّ عارم، وإذ بالأيام تُحيله لكراهية عظمى وغضبْ
وقيصر الروس ذُبح مع زوجته وأنجاله، فإذا بشعبه يجتاحه رعبْ
وفيصل العراق، لهفي على فتوته، قتله الرصاص فلم يُنجده الشعب
وعبد الاله، خاله، مثل بجسمانِه، وعلق أيامًا، فناشه من العقبان سربْ ونوري السعيد أُجلس على خازوق مرهف، وستروي ميتته الهائلة الحِقبْ
وقاسم الرافدين قُطع رأسه، لله! كم تراه الدهر قلب!
ونجاشي الحبشة قوضوا عرشه، وسجنوه، ففاضت روحه كمذنبْ
وسيف الاسلام اليمني فرَّ هاربًا ناجيًا بجلده، قبل أن يقطعوا له الذنب وأمان الله توارى، فاعتلى باجا السقا عرش أفغانهِ وعاث فسادًا ونهبْ
ولومومبا عُذِّب، وقُتل بشراسة، فاحتوته التُّرَبْ
------------------------------------------
(1) اليخت الملكي الذي أوصلهُ لايطاليا مطرودًا من عرشه.
--------------------------------------------
وتشومبي اعتقلته حكومة الجزائر، ووُجد ميتًا بفراشه عطشانَ وسغبْ
ونكر وما لم يعد إلى بلاده، إذ عرف بأن دمه إذ ذاك يُسفح ويشرب.
وبن بيلا نُحِّيَ، وحُدِّدت إقامته، فانقضّ عنه الإخوان، وغادره الصحبْ وعمانويل الطلياني عزله الشعب، فمات غريبًا، يُطوقه الهمُّ والكربْ ونابليون فاتح الممالك، تطوى صحيفته، بجزيرة نائية، ويموتُ بكوخٍ خرب وموسوليني قاهر الأحباش مُتغطرسًا، قتلوه ثم علقوه من العقبْ والفوهرر اشعلها حربًا مبيدة، انقضّتْ فيها رواعد الصواعق والشهبْ والملايينُ فاضت أرواحُهم.
إذ مزقتهم المُحمحِماتُ الهادرات فتجندلوا بساحة الحربْ
دوّخ الدنيا بحربه الضروس ثم انتحر إذ خسرها وكان هو المُسبب
ملوكٌ واقيالٌ قوضتْ عروشهم
فادحاتُ الزلازل الغواضب
وقصورُهُم أصبحت أطلالاً في خرائبها البومُ الناعب!
من آزرَ العدالة آزرته فثبَّتته، ومن خانها يُحطمُ عرشه، فينهار ويُنكبْ.
الولايات المتحدة الأمريكية
الساعة 8 من صباح 11/1/1977