والدةُ الهادي
الهادي أتمناهُ منكِ!
أتمناه أن يأخذ لون عينيكِ المتوهجتين بالذكاءِ النادر،
وفمِكِ الأحوى وما يحويه من لذاذاتٍ لا نهائية،
وشفتيكِ الأرجوانيتين المُغريتين،
ووجهكِ الصبوحِ ذي الفتنة العجيبة،
وسُمرتِكِ المُذهلة، يا أفتن الكواعب الصيد!!
وأتمنى أن يخلد التاريخُ اسمكِ،
وأن يُثبتَ في المعابد الداهشية،
وأن تقرأهُ الأجيالُ بخُشوعٍ تامّ،
وأن تُقبله شفاهُ المُتعبدين والمُتعبدات
لاثمينه بتبتُّلٍ فائقٍ،
مباركين البطن الذي حملكِ،
مُعيدينَ في اليوم الذي وُلدت فيه،
منشدينكِ أناشيدَ روحيةً سماويةً،
مُقبلين المكان الذي عشت فيه،
رامقين صورتَكِ بقدسية علوية،
مردِّدين بأصوات خافتة:
حقِّقي طلباتنا يا أم الهادي المُقدَّس،
الذي انتشرت أنباءُ معجزاته في جميع أقطار المعمورة.
وستُقرع أجراسُ المعابد الداهشية،
داعيةً المؤمنين والمؤمنات للولوج إلى بيوت العبادة،
ورفع ابتهالات الشكر للمُوجد، لسماحِه بمجيء الهادي إلى أرضِ البشر،
لكي ينقذ كل من أوصل سيالاته للإيمان بالداهشية،
وهي المدخل إلى فراديس النعيم.
وستُحرقُ الرموزُ المدوَّنُ بها طلباتُ ورغباتُ الداهشيين والداهشيات.
وسيرتفعُ لهيبُ هذه الرموز،
وهي في أجرانها الخاصةِ المثبَّتة في أمكنتها بالمعبد
المُزينِ بتماثيل كل أخٍ جاهدَ في سبيل عقيدته
الراسخة رسوخ الأطواد الجبارة.
وسينوح كلُّ من اضطهد النبي الحبيب الهادي
الذي ذاقَ الأمرين منهم.
فعندما كان أسيرًا في سجن الكرة الأرضية الرهيب،
حاق به شقاءٌ هائل،
وحاربه الكفرةُ المماذقونُ الذين ألصقوا به كل فرية.
وأخيرًا حلَّق بعيدًا عن مُعتقله الأرضي المُخيف،
مُنطلقًا نحو الأعالي، نحنو السماءِ، نحو فراديس النعيم الأبدي.
إن الأديان يحتاج تثبيتها لقرون عديدة.
فكلُّ ما عداها زائلٌ، وهي الخالدةُ خلود السماء.
وعندما تنتشرُ الداهشية وتصبح دينًا كونيًا،
وهذا لا شكَّ سيتمُّ،
إذ ذاك تنفخ الملائكة بأبواقها السماوية،
مُعلنةً أن الداهشية هي الدين الإلهيّ
الذي ثبتته المُعجزات والخوارق التي عجز الأنبياءُ عن الإتيان بمثلها،
إذْ لم يُمنحوها.
لهذا فأنا داهشيٌّ بأثناء حياتي الأرضية،
وفي مماتي،
وفي يوم عودتي للحياة، في عالم الأرض، وفي العوالم الأُخرى،
وسأبقى داهشيًا حتى يومُ يُبعثون.
الولايات المتحدة الأمريكية
أو نيسان 1976
الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر