كلمات
الدكتور داهش
كلمتي
قطعة من كبدي، و فلذة من روحي، و خلاصة من عناصري!
هي أملي التائه في بيداء هذه الحياة الصارخة الزاخرة بالآلام!
هي أمنيتي الضائعة في واحة هذا العالم
الذي تشيع فيه عناصر البؤس و الشقاء.
هي دموعي التي أقسمت على أن تظل أليفة الحزن حليفة الانسكاب!
هي أحزاني الصادقة التي يطيب لها أبداً أن تمخر هذا العباب!
هي ( كلمات) شاب حزين، متألم بائس
آلت الأوصاب على نفسها أن لا تفارق له ظلاً.
هي ( كلمات) ستخلد في بطون الكتب
بعد أن يصبح صاحبها راقداً في جوف حفرته الوفية!
داهش
من كتاب " القلب المحطم"
لم أعتد نقد الكتب أو تقريظها،إذ لست بالكاتب الذي يحق له أن يتناول حتى أصغر المؤلفين بالنقد أو التقريظ؛ إلا انني تشجعت في هذه المرة بصورة لم اعهدها في نفسي من قبل، فرأيتني أمسك القلم لأخط كلمة لا أسميها نقداً أو تقريظاً، و إنما هي وحي من شعور صادق عن كتاب صديقي الدكتور داهش الذي أصدره مؤخراً بعنوان: كلمات الدكتور داهش.
و القارئ الذي يعرف المؤلف معرفة شخصية، باستطاعته أن يتفهم معاني كلماته و ما يقصد فيها، لأن ما يخطه الإنسان هو مرآة صادقة التعبير عن عواطفه و مشاعره و أمياله . و لذا فإنني إذا ما كتبت عن الدكتور داهش، فإنما أكتب عن معرفة تامة و دراسة قوية.
عرفت داهشاً في فلسطين منذ سنوات خلت. و قد عرَّفني فيه صديقي و زميلي في الصحافة الشاعر والفيلسوف المرحوم مطلق عبد الخالق.
عرفت فيه الروح المرحة الوثابة، و النفس العالية الطموحة، و الميل إلى صداقة الناس و معرفتهم، وحبه للمرأة و عطفه عليها و المدافعة عنها في كل مجلس أو ناد.
و منذ أيام قليلة يطلع علينا الدكتور داهش بكلماته الأخيرة، فقرأتها مثنى و ثلاث و رباع. و في كل مرة، وفي قراءة كل سطر، بل كل كلمة،أقف مستغرباً دهشاً.
يا الله، لقد تغيرت نفسية الدكتور و عواطفه و أمياله. لقد أصبح ناقماً، ثائراً على هذا الكون، على الناس، على الأصدقاء، على المرأة، و حتى على نفسه أيضاً.
يقول الدكتور في أولى كلماته:
" حين تشك بأقرب المقربين إليك تبدأ في فهم حقائق هذا الكون".
تلك لعمري كلمة فلسفية لم يسبق لي أن سمعتها أو قرأتها لغير الدكتور داهش.
ليس من واحد في هذا العالم إلا و له عليه نقمة أو غضبة. و لكنه لا يستطيع التعبير عنها، فجاءت صحيحة كاملة في كلمة الدكتور الخالدة.
جرت العادة عند المؤلفين أن يكتبوا في الصفحة الأولى من مؤلفاتهم كلمة تعرف "بإهداء الكتاب". و هذا يكون طبعاً إما لشخص عظيم أو لعزيز. و لكن الدكتور اختط لنفسه طريقاً جديدة. فأهدى كتابه:
" إلى كل ثائر على أنظمة هذا الكون الأهوج السخيف".
"إلى كل من يحمل بيمينه معول الهدم ليقوض به بناء هذه الجامعة البشرية الكاذبة".
"إلى كل نفس عطشى لحب الانتقام الرهيب".
من خلال هذه الكلمات المسطرة يتبين للقارئ مبلغ حقد الدكتور و كراهيته لهذا العالم، و ما فيه من أكاذيب و رياء. و كل شخص تعمق في دراسة هذا العالم واختبر الحياة لا شك بأنه يقف موقف الدكتور الشديد، إذ ليس من شك بأن هناك من الحوادث الهامة المروعة التي مرت بحياة الدكتور ما أثار حفيظته على ما فيه من مخلوقات، فراح يعمل على الانتقاص من شأنها، و لو استطاع لقوَّضها.
يتحدث الدكتور في كلماته عن المرأة فيقول عنها:
" هي شبح لا تتخيل أمامها سوى طيف شهواتها و أمانيها". " هي شيء الحب كل ما تحلم به و تتوق إليه". "هي غضبة الطبيعة و كلمتها الهدامة". " هي الشيطان الرجيم اتخذ جسدها ملجأ حصيناً و معقلاً أميناً". " لا يوجد في هذه الحياة من هو أشد قذارة من المرأة". " المرأة بؤرة نتنة، والرجل خنزير قذر دائم التمرغ فيها". " لا تأمن المرأة، حتى التي قذفت بك إلى هذا العالم". " كلما ابتعدت عن المرأة ازددت قرباً من السماء". " المرأة سبب شقائي الدائم". |
هنا.. هنا يظهر لنا السبب واضحاً جلياً في حملة الدكتور الشعواء على المرأة. فقد اعترف تماماً بكلماته الأخيرة:
"المرأة سبب شقائي الدائم".
إذاً فالدكتور ينقم على المرأة لأنها سبب شقائه. و لكن، يا دكتور، إذا كانت أحداهن قد سببت لك الشقاء، فليس لك أن تحكم عليهن جميعاً هذا الحكم القاسي. و هل بإمكاننا جميعاً إأن نبتعد عن المرأة كما تريد، و نستغني عنها؟! سنأخذ الجواب على ذلك من كلمات الدكتور، فاسمعوه ماذا يقول:
"من يكون ذلك القديس الذي لم تخطر المرأة بباله؟ لو وجد هذا لشبهته بالآلهة".
" يا لسلطان المرأة ما أعظمه على نفسي، و يا لجمالها ما أعذب رؤيته إلى عيني، و ما أشد حاجتي إلى عطفها و حنانها".
" أيتها المرأة العظيمة بقوتك، الهائلة بجبروتك، كم أنت تمرين بخاطري. و لا بد لي من يوم ارتقي بسببك إلى قمم المجد والفخار، أو انحدر إلى لجج النار".
" المرأة هي إله هذه الأرض الواسع السلطان. و هي تحمل بيدها سيفاً قاطعاً لو حاول رجال الأرض قاطبة انتزاعه منها لباؤوا بالفشل و الخذلان".
" الرجال حكموا على المرأة بالضعف، و الحقيقة تخالف هذا، إذ إنهم جميعاً عبيد أذلاء أمامها".
تبينت لنا الحقيقة جلية؛ فإن الاضطراب في كلمات الدكتور و مناقصة نفسه لنفسه قد فضحاه، فهو يكره المرأة و يحبها، و هو يحتقرها و يحترمها.
أعتقد تماماً بأنه سيأتي عما قريب اليوم الذي يتغير فيه الدكتور و تذهب من نفسه تلك العوامل و المؤثرات التي أوحت له بما كتب، و إن كنت أشاركه الرأي في كل ما كتبه عن المرأة حاضراً و مستقبلاً.
و يأتي بعد ذلك دور الأصدقاء فيقول الدكتور :
"إن الصديق الحقيقي لا وجود له في هذا العالم الكاذب".
هل يختلف اثنان في هذا ؟ و هل باستطاعة أحد أن يقول غير ما قال الدكتور ، و يثبت أن له صديقاً حقيقياً؟. لا أظن ذلك...
و يقول الدكتور في هذا الصدد أيضاً:
" الرجل الذي يؤمن بوجود الصداقة الخالصة على وجه هذه الأرض جدير به أن يعلق في عنقه بسلاسل من فولاذ، و أن يموت كالكلاب شر ميتة".
" سأحاذر، ما حييت، الأوغاد الأدنياء، من يدعون الصداقة و هم ذئاب خونة".؟
" الصداقة، الولاء، الإخاء، نكران الذات... كلمات شعرية نستعملها في الكتابة فقط، و الحقيقة أن لا وجود لها أبداً".
هذا رأي الدكتور في الأصدقاء. و اعتقد أن الجميع يشاطرونه الرأي في ذلك.
و يأتي بعد ذلك الدكتور فيتكلم عن العالم و ما فيه من غرائب و تناقضات و ر ذالات، و يستهلُّ كلماته قائلا:
"لا بارك الله في تلك الساعة التي فتحت فيها عينيّ فإذا بي في مكان يطلقون عليه اسم العالم".
" لا سلام في هذا العالم".
" الحياة سلسلة شرور متَّصلة الحلقات".
الحياة سفينة عظيمة رائعة تمخر في بحر ماؤه الآثام، و أمواجه الشهوات البهيميّة، و شطآنه النهاية المؤلمة".
"نأتي إلى هذا العالم باكين معولين، و نغادره باكين معولين. فواهاً لك يا عالم البكاء و العويل!".
" من قال لك إنه سعيد، قل في نفسك إنه مجنون... يهذي".
"أنا أشك بالملائكة، فكيف أؤمن بالبشر".
هذه هي الحياة في نظر الدكتور. و يتبين لنا مبلغ ما يشعر به الدكتور من يأس و قنوط. لا شك بأن الحياة هي كما وصفها الدكتور، إلا أن فيها من وسائل السلوى و أسبابها ما يخفف عن المرء احتمال الحياة.
و نعود فنقول لأن ذلك يرجع إلى ما يشعر به الدكتور في نفسه، و إلى الصخرة التي ارتطم بها في حياته.
و أخيراً أتقدم إلى الدكتور بالتهنئة الحارة على كلماته الخالدة و التي جاءت و لا شكَّ قاموساً يجب على المرء أن يقرأ ما فيه ليعرف شيئاً ما عن هذه الحياة الملأى بالشرور والآثام، و ليسير فيها على هدى و بصيرة و حذر و رويَّة.
أحمد خليل العقاد
فلسطين،1939
" كلمات" الدكتور داهش
حقيقة صارمة لا يستطيع تكذيبها إي إنسان
بقلم ملك قلعجي
ثورة تتفجر، و توق إلى السمو، إلى الحقيقة، هما أول شيء يطالعنا به الكتاب. و لعمري هما ميزة الإنسان الانسان الذي يهدم ليبني، و لا يعيش على فتات ما قدمه إليه الأقدمون من أفكار، بل لا يؤمن إلا بما يلمسه و يحسه من تجرباته. و تلك هي ميزة لا يتحلى بها سوى قلة من الناس العباقرة:
فأرسطو لم يؤمن إلا بما تعطيه إياه التجربة، و ديكارت قال:" أنا أشك في كل شيء، لكنني لا أشك في أنني أشك".
من هنا ، من الشك، من الثورة، يبدأ الإنسان باكتشاف الحقيقة.
يقال إن هنالك صداقة؛ لكن الشك في ذلك، و خوض التجربة هما وحدهما الكفيلان بقول الحقيقة: نعم أم لا.
و قد كنت كذلك و قمت العمل و عرفت أن لا صديق. لم تقل فقط:" ليس هنالك من صديق"، ذلك قول البسطاء. لكن العباقرة يحللون الطبائع البشرية؛ و لقد حللت نفوس البشر. عندما تقول لإنسان ما:" ليس هنالك صداقة"، قد لا يقتنع. و لكن كلامك الذي يفسر النفوس البشرية أعمق تفسير، و يخوض في خباياها مظهراً كل ما يختبئ فيها، مبيناً كل ما يعتمل بجوانبها من نزوات و أهواء، يدفع القارئ للإيمان بما تقول.
كقولك مثلاً:" أنا أشك بنفسي و لا أثق بها، فكيف تريد مني أن أثق ثقة عمياء لا حد لها.. أولا يعد هذا منتهى الغباء و الجنون"؛ و قولك :" لا تثق بمخلوق ما، إذ إننا جميعاً خاضعون لسنة التغير". |
لقد عبرت عن مشاعر البشر الذين لا يعرفون هم التعبير عنها،بأساليب مختلفة: فمن قصة تروي فيها اضمحلال الصداقة،إلى حكمة مفعمة بالمنطق:
"لا خير في صداقة تنميها الغايات"؛
إلى أسلوب شعري يدخل القلب مباشرة:
" الصداقة كالزهرة الشذية عرضة للذبول و العفاء"؛
أو في مخاطبة الصداقة الحقيقية، في التساؤل عنها، في التوق إليها:
" بربك إيتها الصداقة البريئة أنبئيني في أي أفق تحيين؟".
كل قول، كل فكرة هي جدة في نوعها. فمن منطق إلى أقصوصة، إلى شعر، ،إلى رمز، إلى مخاطبة، إلى تساؤل، إلى سرد ،إلى استنتاج:
"كم أكون أحمق...إذا تركت لأي مخلوق سلطة على فؤادي بعد أن شاهدت من لؤم الأصدقاء و رذالتهم ما ناء به صدري و ضاقت به آمالي".
هنا يستنتج معك القارئ أيضاً. فأنت تدفعه للإيمان بما تقول إن عن طريق الوقائع، و الحقائق الدامغة نتيجة التجربة أو عن طريق الأسلوب الذي يدخل النفس بلا استئذان.
و أنت في كل ذلك متألم ثائر لأنك تريد الصداقة الحقة و لا تجدها فتتحسر عليها قائلاً جاعلاً كل من لك يقول معك:
" ما أقبحك يا خيانة و ما أرذلك أيتها البغضاء اللعينة. وواهاً عليك أيتها الصداقة الذابلة!".
و ينتقل معك القارئ إلى أسلوب هادئ صاخب، كذلك الجبل الذي يخبئ في أعماقه بركاناً.
ما أجمل ذلك التشبيه الذي قلت فيه:" و الظلمة أراها تحيط بي إحاطة الكواكب بالقمر المشرق الوضاء !" يأس فأمل فيأس: سلسلة مستمرة تؤلف حياة الإنسان و تجعله كما قلت " طيراً في قفص رهيب لا يستطيع النفاذ منه حتى يأتي الموت و يحرره من تلك العبودية". |
الوحدة، الإيمان، الابتعاد عن المادة، نهم الحياة و زيفها، المجتمعات ، الصداقة، تقلبات الحياة، الإقبال عليها ثم اكتشاف حقيقتها. "أمجاد هذا العالم وهم باطل، و لون حائل، و ظل زائل" "رغماً عن معرفتنا بأننا سنغادر هذه الحياة عاجلاً ام آجلاً ترانا متهالكين على سقطها و متاعها كأننا مخلدون" كل حكمة، كل قول تقوله ينطق بالحقيقة في كلمات قليلة موجزة، في أسلوب سهل ممتنع موجز، في عدة كلمات، فيؤثر في النفس مباشرة و يدخل القلب و يبعث على الاعتقاد. |
فمن سرد للوقائع، للإنسان كما هو:
" جميعنا مغتر مخدوع ببعضه البعض "؛
"ما أكثر القائلين بالعطف على البائسين و غوث الملهوفين و الحنو على القانطين، و ما اقل تنفيذهم القول"؛
إلى دعوة للإنسان كما يجب أن يكون
" التربية القويمة خير واق "
" القسوة الشديدة تأتي بنتائج لا نرضاها" و ينتقل القارئ من جو الحياة القاتم إلى ما فيها من جمال حين تناجي الطبيعة و تعبر عن نفس حساسة، صافية طاهرة: "أنا أتوق للذهاب إلى أفياء الحزانة و الموؤودين، و أؤثرها على تلك الأفياء الصاخبة بالهازجين الضاحكين" و في كل ما تقول حقيقة أعمق من أي عالم نفس شرح و أعطى النظريات المطولة عن النفس البشرية ورغباتها. فأنت تدرك أدق الامور التي تشرد عن عين البشر العاديين لكنها لا تغيب عن نظرك. " جميعنا نحب التملق كالأطفال" . " يتكلم المرء بشفتيه ما ليس يضمره في فؤاده". " أنا اليوم غيري بالامس". و بعد تلك المعرفة الدقيقة العميقة تنهى البشر: " إزرع شراً تحصد ألماً". "إعمل الخير واعضد المساكين تحصل على السعادة". كل قول يسحر ، و فيه حقيقة صارمة لا يستطيع تكذيبها أي إنسان. و كل ذلك في أسلوب سهل ممتنع موجز بليغ.
ملك قلعجي 1965 |
لماذا اوضعت هذا الكتاب؟
في بدء عام 1936 أحببت أن ادون ، في كل يوم من أيامه، كلمة أقولها ، و هكذا كان. فما انقضى ذلك العام حتى اجتمعت في نهايته هذه الكلمات التي تشرح نفسيتي شرحاً حقيقياً وافياً؛ و يجدها القارئ الكريم مجموعة في هذا الكتاب الذي يجده بين يديه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقدمة الطبعة الأولى
كلمة عام 1935
لقد توارى عام 1935 بآلامه المبرحة، و شؤونه المدلهمَّة، و إحداثه القاتمة المُرعبة؛ و ها أنا ألج باب العام الجديد ، بقلبٍ واجفٍ خافق، و نفس حزينة حيرى، و روح تائهة في فضاءِ المجهول، و دموع مدرارة حرى ، وكيان تتوزعه شتى الميول المتضاربة، و جسد يتنازعه كثير من الرغبات غير المستحبَّة...
و لكني أشعر في قرارة نفسي بصوت جبَّار تهتزُّ منه أعصابي، و ينخلع له فؤادي ، و هو يهيب بي لأن أسحق تحت موطئ قدميّ أفاعي التمنيات المُرعبة الشوهاء، و أن أقود جميع الأعمال الغير المرضية التي حاكتها يدي تحت جناح ليالي العام البائد، و أن أحاول، جهد المستطاع، أن أتغلب على ضعفي البشري الموروث، وأن لا أقدم على أعمال يتندى لها جبيني خجلاً و حياء، و كي لا أقف يوماً أمام نفسي الخفية الحكيمة موقف الذلِّ و المهانة و هي تحاكمني على ما اقترفته من إثمٍ رهيب، و نقيصةٍ بالغة، و من ثم تحكم عليّ بعذابِ الضمير عذاباً أبدياً، و آلام الروح آلاماً سرمدياً، ثم الابتعاد عن وجه النور، وجه الحقيقة، وجه السعادة، وجه السناء، وجه البهاء، وجه الأمل العذب المُرتجى، وجه ما ينشده الماء والهواء والفضاء و السماء، وجه من يتطلع إليه جميع الأحياء دون استثناء، وجه من تتمنَّاه جميع المخلوقات معروفها و مجهولها، وجه الحقيقة الحقَّة العادلة، وجه الخالق عزّ و جلّ...
اللهم قوِّني و سدّد خطواتي نحو طريق الفضيلة و الكمال، و لا تحجب نورك المُرشد من أمامي كي لا أتعثَّر بعد ذلك في طريق الظلام الشامل، و كي لا أقاد إلى مهاوي الجريمة و الفساد. و دعني بقوتك الإلهامية أسير سيراً ترضاه الفضيلة و تطمئن له أعماقِ الخفية فأسعد بعد انقضاء أيامي القصيرة المحدودة، و أذهب هناك حيث لا كآبة و عناء، بل كل سعادة و هناء...
الدكتور داهش