أنا أؤمن بأنه توجـد عدالة سماويّة, وأن جميع ما يُصيبنا في الحياةِ الدنيا من مُنغصات انَّ هـو الاّ جـزاءٌ وفاق لِما أجترحناه في أدوارنا السابقة من آثـامٍ وشـرور.ولهـذا يجب علينا أن نستقبلَ كلّ مـا يحـلّ بنـا من آلامِ الحياةِ ومآسيها غير مُتبرّمين ولا متذمّرين , بل قانعين بعدالةِ السماء ونُظمها السامية.

Highlighter
أحبُّ الكُتُبَ حبَّ السُكارى للخمر , لكنَّني كلَّما أزددتُ منها شرباً, زادتني صَحوا
ليس مّنْ يكتُبُ للهو كمَن يكتُبُ للحقيقة
الجمالُ والعفّــة فـردوسٌ سماويّ .
لا معنى لحياةِ ألأنسان اذا لم يقم بعملٍ انسانيٍّ جليل .
اعمل الخير , وأعضد المساكين , تحصل على السعادة .
من العارِ أن تموتَ قبل أن تقـوم بأعمالِ الخير نحـو ألأنسانيّة .
الموتُ يقظةٌ جميلة ينشُدها كل مَنْ صَفَتْ نفسه وطَهرت روحه , ويخافها كلّ من ثقُلت أفكاره وزادت أوزاره .
ان أجسامنا الماديّة ستمتدّ اليها يـد ألأقـدار فتحطِّمها , ثمّ تعمل فيها أنامل الدهـر فتتَّغير معالمها , وتجعلها مهزلةً مرذولة . أمّا ألأعمال الصالحة وألأتجاهات النبيلة السّامية , فهي هي التي يتنسَّم ملائكة اللّه عبيرها الخالد .
نأتي إلى هذا العالمِ باكين مُعولين، و نغادره باكين مُعولين! فواهً لك يا عالمَ البكاء والعويل!
جميعنا مُغترٌّ مخدوعٌ ببعضه البعض.
العدلُ كلمة خُرافية مُضحكة.
أمجادُ هذا العالم وهمٌ باطل، و لونٌ حائل، و ظلٌّ زائل.
لا باركَ الله في تلك الساعة التي فتحتُ فيها عينيّ فإذا بي في مكانٍ يطلقون عليه اسم العالم .
أنا غريبٌ في هذا العالم، و كم احنُّ إلى تلك الساعة التي اعود فيها إلى وطني الحقيقيّ.
الحياةُ سفينةٌ عظيمة رائعة تمخرُ في بحرٍ، ماؤه الآثام البشريَّة الطافحة، و امواجه شهواتهم البهيميَّة الطامحة، و شطآنه نهايتهم المؤلمة الصادعة.
كلّنا ذلك الذئبُ المُفترس , يردع غيره عن اتيانِ الموبقاتِ وهو زعيمها وحامل لوائها , المُقوّض لصروح الفضيلة , ورافع أساس بناءِ الرذيلة .
الحياةُ سلسلة اضطراباتٍ وأهوال , والمرءُ يتقلَّب في أعماقها , حتى يأتيه داعي الموت, فيذهب الى المجهولِ الرهيب , وهو يجهلُ موته , كما كان يجهلُ حياته .
من العارِ أن تموتَ قبل أن تقومَ بأعمالِ الخير نحو الانسانيّة .
المالُ ميزان الشرِّ في هذا العالم .
السعادةُ ليست في المال , ولكن في هدوءِ البال .
كلُّ شيءٍ عظيمٍ في النفسِ العظيمة , أمّا في النفسِ الحقيرة فكلُّ شيءٍ حقير .
الرُّوح نسمةٌ يُرسلها الخالق لخلائقه لأجل , ثم تعودُ اليه بعجل .
الرُّوح نفثةٌ الهيَّة تحتلُّ الخلائق , وكل منها للعودة الى خالقها تائق .
الرُّوح سرٌّ الهيٌّ موصَدْ لا يعرفه الاّ خالق الأرواح بارادته , فمنه أتتْ واليه تعود .
أنا أؤمن بأنه توجـد عدالةٌ سماويّة , وأنَّ جميع ما يُصيبنا في الحياةِ الدُّنيا من مُنغِّصاتٍ وأكدارٍ انَّ هـو الاَّ جـزاء وفاق لمِا أجترحناه في أدوارنا السابقة من آثـامٍ وشـرور . ولهـذا يجب علينا أن نستقبل كلَّ مـا يحـلُّ بنـا من آلام الحياة ومآسيها غير م
الحرّيةُ منحة من السماءِ لأبناءِ ألأرض .
الموتُ ملاكُ رحمةٍ سماويّ يعطف على البشر المُتألّمين , وبلمسةٍ سحريّة من أنامله اللطيفة يُنيلهم الهناء العلويّ .
ما أنقى من يتغلّب على ميولِ جسده الوضيع الفاني , ويتبع ما تُريده الرُّوح النقيّة .
ما أبعدَ الطريق التي قطعتها سفينتي دون أن تبلغَ مرفأ السلام ومحطَّ الأماني والأحلام .
الراحة التامّة مفقودة في هذا العالم , وكيفما بحثت عنها فأنت عائدٌ منها بصفقةِ الخاسر المَغبون .
ليس أللّــه مع الظالم بل مع الحقّ.
ان الصديق الحقيقي لا وجود له في هذا العالم الكاذب.
ما أكثر القائلين بالعطف على البائسين وغوث الملهوفين والحنو على القانطين , وما أقلَّ تنفيذهم القول.
يظنُّ بعض ألأنذال ألأدنياء أنّهم يُبيّضون صحائفهم بتسويدِ صحائف الأبرياء , غير عالمين بأنَّ الدوائر ستدور عليهم وتُشهّرهم.
ما أبعدَ الطريق التي قطعتها سفينتي دون أن تبلغَ مرفأ السَّلام ومحطَّ الأماني والأحلام .
رهبة المجهول شقاء للبشرِ الجاهلين للأسرارِ الروحيَّة , وسعادة للذين تكشّفت لهم الحقائق السماويَّة .
الموتُ نهاية كل حيّ , ولكنه فترة انتقال : امّا الى نعيم , وامّا الى جحيم .
الحياةُ خير معلِّمٍ ومُؤدِّب , وخيرَ واقٍ للمرءِ من الأنزلاقِ الى مهاوي الحضيض .
حين تشكُّ بأقربِ المُقرَّبين اليك تبدأ في فهمِ حقائق هذا الكون .
مَنْ يكون ذلك القدّيس الذي لم تخطرُ المرأة في باله ؟ لو وجدَ هذا لشبَّهته بالآلهة .
المرأة هي إله هذه الأرض الواسع السُّلطان. و هي تحملُ بيدها سيفاً قاطعاً لو حاولَ رجالُ الأرض قاطبةً انتزاعه منها لباؤوا بالفشلِ و الخذلان .

[ 182 ]
ومن خطبة له عليه السلام
روي عن نوف البكالي قال: خطبنا بهذه الخطبة أميرالمؤمنين عليّ عليه السلام بالكوفة وهو قائم على حجارة، نصبها له

جَعْدَة بن هُبَيْرة المخزومي، وعليه مِدْرَعَةٌ من صُوف (1) وحمائل سيفه لِيفٌ، وفي رجليه نعلان من لِيفٍ، وكأنّ جبينه ثَفِنَةُ (2) من اثر السجود. فقال عليه السلام:

حمد الله واستعانته

الْحَمْدُ لله الَّذِي إلَيْهِ مَصَائِرُ الْخَلْقِ، وَعَوَاقِبُ الْأَمْرِ، نَحْمَدُهُ عَلَى عَظِيمِ إِحْسَانِهِ، وَنَيِّرِ بُرْهَانِهِ، وَنَوَامِي (3) فَضْلِهِ وَامْتِنَانِهِ، حَمْداً يَكُونُ لِحَقِّهِ قَضَاءً، وَلِشُكْرِهِ أَدَاءً، وَإلَى ثَوَابِهِ مُقَرِّباً، وَلِحُسْنِ مَزِيدِهِ مُوجِباً. وَنَسْتَعِينُ بِهِ اسْتِعَانَةَ رَاجٍ لِفَضْلِهِ، مُؤَمِّلٍ لِنَفْعِهِ، وَاثِقٍ بِدَفْعِهِ، مُعْتَرِفٍ لَهُ بِالطَّوْلِ (4) ، مُذْعِنٍ لَهُ بِالْعَمَلِ وَالْقَوْلِ. وَنُؤْمِنُ بِه إِيمَانَ مَنْ رَجَاهُ مُوقِناً، وَأَنَابَ إِلَيْهِ مُؤْمِناً، وَخَنَعَ (5) لَهُ مُذْعِناً، وَأَخْلَصَ لَهُ مُوَحِّداً، وَعَظَّمَهُ مُمَجِّداً، وَلاَذَ بِهِ رَاغِباً مُجْتَهِداً.

الله الواحد

لَمْ يُولَدْ سُبْحَانَهُ فَيَكُونَ فِي الْعِزِّ مُشَارَكاً، وَلَمْ يَلِدْ فَيَكُونَ مُوْرُوثاً هَالِكاً، وَلَمْ يَتَقَدَّمْهُ وَقْتٌ وَلاَ زَمَانٌ، ولَمْ يَتَعَاوَرْهُ زِيَادَةٌ وَلاَ نُقْصَانٌ (6) ، بَلْ ظَهَرَ لِلْعُقُولِ بِمَا أَرَانَا مِنْ عَلاَمَاتِ التَّدْبِيرِ الْمُتْقَنِ، وَالْقَضَاءِ الْمُبْرَمِ. فَمِنْ شَوَاهِدِ خَلْقِهِ خَلْقُ السَّماوَاتِ مُوَطَّدَاتٍ (7) بِلاَ عَمَدٍ، قَائِمَاتٍ بِلاَ سَنَدٍ، دَعَاهُنَّ فَأَجَبْنَ طَائِعَاتٍ مُذْعِنَاتٍ، غَيْرَ مُتَلَكِّئَاتٍ (8) وَلاَ مُبْطِئَاتٍ، وَلَوْلاَ إقْرَارُهُنَّ لَهُ بِالرُّبُوبِيَّةِ وَإِذْعَانُهُنَّ بِالطَّوَاعِيَةِ، لَمَا جَعَلَهُنَّ مَوْضِعاً لِعَرْشِهِ، وَلاَ مَسْكَناً لِمَلائِكَتِهِ، وَلاَ مَصْعَداً لِلْكَلِمِ الطَّيِّبِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ مِنْ خَلْقِهِ. جَعَلَ نُجُومَهَا أَعْلاَماً يَسْتَدِلُّ بِهَا الْحَيْرَانُ فِي مُخْتَلِفِ فِجَاجِ الْأَقْطَارِ، لَمْ يَمْنَعْ ضَوْءَ نُورِهَا ادْلِهْمَامُ (9) سُجُفِ (10) اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، وَلاَ اسْتَطَاعَتْ جَلاَبِيبُ (11) سَوَادِ الْحَنَادِسِ (12) أَنْ تَرُدَّ مَا شَاعَ (13) فِي السَّماوَاتِ مِنْ تَلاَْلُؤِ نُورِ الْقَمَرِ. فَسُبْحَانَ مَنْ لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ سَوَادُ غَسَقٍ دَاجٍ (14) ، وَلاَ لَيْلٍ سَاجٍ (15) ، فِي بِقَاعِ الْأَرَضِينَ الْمُتَطَأْطِئَاتِ (16) ، وَلاَ في يَفَاعِ السُّفْعِ (17) الْمُتَجَاوِرَاتِ، وَمَا يَتَجَلْجَلُ بِهِ الرَّعْدُ (18) فِي أُفُقِ السَّماءِ، وَمَا تَلاَشَتْ (19) عَنْهُ بُرُوقُ الْغَمَامِ، وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَة تُزِيلُهَا عَنْ مَسْقَطِهَا عَوَاصِفُ الْأَنْوَاءِ (20) وَانْهِطَالُ السَّماءِ (21) ! وَيَعْلَمُ مَسْقَطَ الْقَطْرَةِ وَمَقَرَّهَا، وَمَسْحَبَ الذَّرَّةِ وَمَجَرَّهَا، وَمَا يَكْفِي الْبَعُوضَةَ مِنْ قُوتِهَا، وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى فِي بَطْنِهَا.

عود إلى الحمد

وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الْكَائِنِ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ كُرْسِيٌّ أَوْ عَرْشٌ، أَوْ سَمَاءٌ أَوْ أَرْضٌ، أَوْ جَانٌّ أَوْ إِنْسٌ. لاَ يُدْرَكُ بِوَهْمٍ (22) ، وَلاَ يُقَدَّرُ بِفَهْمٍ، وَلاَ يَشْغَلُهُ سَائِلٌ (23) ، وَلاَ يَنْقُصُهُ نَائِلٌ (24) ، وَلاَ يَنْظُرُ بِعَيْنٍ، وَلاَ يُحَدُّ بِأَيْنٍ (25) ، وَلاَ يُوصَفُ بِالْأَزْوَاجِ (26) ، وَلاَ يُخْلَقُ بِعِلاَجٍ (27) ، وَلاَ يُدْركُ بِالْحَوَاسِّ، وَلاَ يُقَاسُ بِالنَّاسِ. الَّذِي كَلَّمَ مُوسى تَكْلِيماً، وَأَرَاهُ مِنْ آيَاتِهِ عَظيماً، بِلاَ جَوَارِحَ وَلاَ أَدَوَاتٍ، وَلاَ نُطْقٍ وَلاَ لَهَوَاتٍ (28) . بَلْ إِنْ كُنْتَ صَادِقاً أَيُّهَا الْمُتَكَلِّفُ (29) لِوَصْفِ رَبِّكَ، فَصِفْ جَبْرَئيلَ وَمِيكَائِيلَ وَجُنُودَ الْمَلاَئِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ، فِي حُجُراتِ (30) الْقُدُسِ مُرْجَحِنِّينَ (31) ، مُتَوَلِّهَةً (32) عُقُولُهُمْ أَنْ يَحُدُّوا أَحْسَنَ الْخَالِقينَ. فَإنَّمَا يُدرَكُ بِالصِّفَاتِ ذَوُوالْهَيْئَاتِ وَالْأَدوَاتِ، وَمَنْ يَنْقَضِي إِذَا بَلَغَ أَمَدَ حَدِّهِ بِالْفَنَاءِ. فَلاَ إلهَ إلاَّ هُوَ، أَضَاءَ بِنُورِهِ كُلَّ ظَلاَمٍ، وَأَظْلَمَ بِظُلْمَتِهِ كُلَّ نُورٍ.

الوصية بالتقوى

أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللهِ بِتَقْوَى اللهِ الَّذِي أَلْبَسَكُمُ الرِّيَاشَ (33) ، وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمُ الْمَعَاشَ; فَلَوْ أَنَّ أَحَداً يَجِدُ إلَى الْبَقَاءِ سُلَّماً، أَوْ لِدَفْعِ الْمَوْتِ سَبِيلاً، لَكَانَ ذلِكَ سُلَيْمانُ بْنُ دَاوُد َعَلَيْهِ السَّلامُ، الَّذِي سُخِّرَ لَهُ مُلْكُ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، مَعَ النُّبُوَّهِ وَعَظِيمِ الزُّلْفَةِ، فَلَمَّا اسْتَوْفَى طُعْمَتَهُ (34) ، وَاسْتَكْمَلَ مُدَّتَهُ، رَمَتْهُ قِسِيُّ الْفَنَاءِ بِنِبَالِ المَوْتِ، وَأَصْبَحَتِ الدِّيَارُ مِنْهُ خَالِيَةً، َالْمَسَاكِنُ مُعَطَّلَةً، وَرِثَهَا قَوْمٌ آخَرُونَز وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْقُرُونِ السَّالِفَةِ لَعِبْرَةً! أَيْنَ الْعَمَالِقَةُ وَأَبْنَاءُ الْعَمَالِقَةِ! أَيْنَ الْفَرَاعِنَةُ وَأَبْنَاءُ الْفَرَاعِنَةِ! أَيْنَ أَصْحَابُ مَدَائِنِ الرَّسِّ الَّذِينَ قَتَلُوا النَّبِيِّينَ، وَأَطْفَأُوا سُنَنَ الْمُرْسَلِينَ، وَأَحْيَوْا سُنَنَ الْجَبَّارِينَ! أَيْنَ الَّذِينَ سَارُوا بِالْجُيُوشِ، وَهَزَمُوا بالْأُلُوفَ، وَعَسْكَرُوا الْعَسَاكِرَ، وَمَدَّنُوا الْمَدَائِنَ! منها: قَدْ لَبِسَ لِلْحِكْمَةِ جُنَّتَهَا (35) ، وَأَخَذَهَا بِجَمِيعِ أَدَبِهَا، مِنَ الْإِقْبَالِ عَلَيهَا، وَالْمَعْرِفِةِ بهَا، وَالتَّفَرُّغِ لَهَا، فَهِيَ عِنْدَ نَفْسِهِ ضَالَّتُهُ الَّتِي يَطْلُبُهَا، وَحَاجَتُهُ الَّتِي يَسْأَلُ عَنْهَا، فَهُوُ مُغْتَرِبٌ إِذَا اغْتَرَبَ الْإِسْلاَمُ، وَضَرَبَ بِعَسِيبِ ذَنَبِهِ (36) ، وَأَلْصَقَ الْأَرْضَ بِجِرَانِهِ (37) ، بَقِيَّةٌ مِنْ بَقَايَا حُجَّتِهِ، خَلِيفَةٌ مِنْ خَلاَئِفِ أَنْبِيَائِهِ. ثم قال عليه السلام:
أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي قَدْ بَثَثْتُ لَكُمُ الْمَوَاعِظَ الَّتِي وَعَظَ الْأَنْبِيَاءُ بِهَا أُمَمَهُمْ، وَأَدَّيْتُ إِلَيْكُمْ مَا أَدَّتِ الْأَوصِيَاءُ إِلَى مَنْ بَعْدَهُمْ، وَأَدَّبْتُكُمْ بِسَوْطِي فَلَمْ تَسْتَقِيمُوا، وَحَدَوْتُكُمْ بالزَّوَاجِرِ فَلَمْ تَسْتَوْسِقُوا
(38) . لِلَّهِ أَنْتُمْ! أَتَتَوَقَّعُونَ إِمَاماً غَيْرِي يَطَأُ بِكُمُ الطَّرِيقَ، وَيُرْشِدُكُمُ السَّبِيلَ؟ أَلاَ إِنَّهُ قَدْ أَدْبَرَ مِنَ الدُّنْيَا مَا كَانَ مُقْبِلاً، وَأَقْبَلَ مِنْهَا مَا كَانَ مُدْبِراً، وَأَزْمَعَ التَّرْحَالَ عِبَادُاللهِ الْأَخْيَارُ، وَبَاعُوا قَلِيلاً مِنَ الدُّنْيَا لاَ يَبْقَى، بِكَثِيرٍ مِنَ الْآخِرَةِ لاَيَفْنَى. مَا ضَرَّ إِخْوَانَنَا الَّذِينَ سُفِكَتْ دِمَاؤُهُمْ ـ وَهُمْ بِصِفِّينَ ـ أَلاَّ يَكُونُوا الْيَوْمَ أَحْيَاءً؟ يُسِيغُونَ الْغُصَصَ، وَيَشْرَبُونَ الرَّنْقَ (39) ! قَدْ ـ وَاللهِ ـ لَقُوا اللهَ فَوَفَّاهُمْ أُجُورَهُمْ، وَأَحَلَّهُمْ دَارَ الْأَمْنِ بَعْدَ خَوْفِهمْ. أَيْنَ إِخْوَانِي الَّذِينَ رَكِبُوا الطَّريقَ، وَمَضَوْا عَلَى الْحَقِّ؟ أَيْنَ عَمَّارٌ (40) ؟ وَأَيْنَ ابْنُ التَّيِّهَانِ (41) ؟ وَأَيْنَ ذُوالشَّهَادَتَيْنِ (42) ؟ وَأَيْنَ نُظَرَاؤُهُمْ مِنْ إِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ تَعَاقَدُوا عَلَى الْمَنِيَّةِ، وَأُبْرِدَ بِرُؤوسِهِمْ (43) إِلَى الْفَجَرَةِ؟ قال: ثمّ ضرب بيده إلى لحيته الشريفة الكريمة، فأطال البكاء، ثمّ قال عليه السلام : أَوِّهِ (44) عَلَى إِخْوَانِي الَّذِينَ تَلَوُا الْقُرْآنَ فَأَحْكَمُوهُ، وَتَدَبَّرُوا الْفَرْضَ فَأَقَامُوهُ، أَحْيَوُا السُّنَّةَ، وَأمَاتُوا الْبِدْعَةَ، دُعُوا لِلْجِهَادِ فَأَجَابُوا، وَوَثِقُوا بِالْقَائِدِ فَاتَّبَعُوا. ثمّ نادى بأعلى صوته: الْجِهَادَ الْجِهَادَ عِبَادَ اللهِ! أَلاَ وَإِنِّي مُعَسْكِرٌ فِي يَوْمي هذَا، فَمَنْ أَرَادَ الرَّوَاحَ إِلَى اللهِ فَلْيَخْرُجْ. قال نوْفٌ: وعقد للحسين -عليه السلام- في عشرة آلاف، ولقيس بن سعد-رحمه الله- في عشرة آلافٍ، ولابي أيوب الانصاري في عشرة آلافٍ، ولغيرهم على أعداد أخر، وهو يريد الرجعة إلى صفين، فما دارت الجمعة حتى ضربه الملعون ابن ملجم لعنه الله، فتراجعت العساكر، فكنّا كأغنام فقدت راعيها، تختطفها الذئاب من كل مكان!


1. المِدْرعة: ثوب يعرف عند بعض العامة بالدراعية، قميص ضيق الأكمام، قال في القاموس: ولا يكون إلاّ من صوف.
2. الثَفِنَة ـ بكسر بعد فتح ـ : ما يمس الأرض من البعير بعد البُروك ويكون فيه غلظ من ملاطمة الأرض، وكذلك كان في جبين أمير المؤمنين من كثرة السجود.
3. النوامي: جمع نام بمعنى زائد.
4. الطَوْل ـ بفتح الطاء وسكون الواوـ : الفضل.
5. خَنَعَ: ذل وخضع.
6. يتعاوره: يتداوله ويتبادل عليه.
7. موطَّدات: مُثبّتات في مَداراتها على ثقل أجرامها.
8. التلكّؤ: التوقّف والتباطؤ.
9. ادلهمام الظلمة: كثافتها و شدّتها.
10. السُجُف ـ بضمتين ـ : جمع سِجاف ـ ككتاب ـ : الستر.
11. الجلابيب ـ جمع جِلْبَاب ـ : ثوب واسع تلبسه المرأة فوق ثيابها كأنه مِلْحَفة، ووجه الاستعارة فيها ظاهر.
12. الحَنادس ـ جمع حِنْدِس بكسر الحاء ـ : الليل المظلم.
13. شاع: تفرق.
14. الغَسَق: الظلمة، والداجي: الشديد الظلام.
15. الساجي: الساكن.
16. المُتَطَأطئات: المنخفضات.
17. اليفاع: التل أو المرتفع مطلقاً من الأرض. والسُفْع ـ جمع سَفْعاءـ : السوادء تضرب إلى الحمرة، والمراد منها الجبال، عبّر عنها بلونها فيما يظهر للنظر على بعد.
18. ما يَتَجَلْجَل به الرعد: صوته، والجَلْجَلَة: صوت الرّعد.
19. تَلاشت: اضمحلت، وأصله من لَشِىء بمعنى خَسّ بعد رفعة. وما يضمحل عنه البرق: هو الأشياء التي تُرى عند لمعانه.
20. العواصف: الرياح الشديدة، وإضافتها للانواء من إضافة الشيء لمصاحبه عادةً. والأنواء ـ جمع نَوْء ـ : أحد منازل القمر، يعدّها العرب ثمانية وعشرين يغيب منها عن الأفق في كل ثلاث عشرة ليلةً منزلةٌ ويظهر عليه أخرى.
21. السماء ـ هنا ـ : المطر.
22. الوهم ـ هنا ـ : الفكرة والتوهم.
23. «لا يَشْغَلُه سائل»: لإحاطة علمه وقدرته.
24. النائل: العطاء.
25. الأين: المكان.
26. الأزواج ـ هنا ـ : القُرَناء والأمثال، أي لا يقال: ذوقرناء، ولا هو قرين لشيء، ويراد من هذا نفي الاثنينية والتعدد عنه جلّ شأنه.
27. «لا يُخْلَقُ بعلاج»: أي أنه لا يشبه المخلوقات في احتياج وجودها إلى معالجة ومزاولة، لأنّه بذاته واجب الوجود سبحانه.
28. اللهَوَات ـ جمع لهَاة ـ : اللحمة المشرفة على الحلق في أقصى الفم.
29 المتكلف: هو شديد التعرض لما لا يعينه.
30. الحُجُرات ـ جمع حُجْرة بضم الحاء ـ : الغرفة.
31. المُرْجَحِنّ ـ كالمقشعرّ ـ : المائل لثقله والمتحرك يميناً وشمالاً.
32. متولّهة: أي حائرة أو متخوّفة.
33. الرياش: اللباس الفاخر.
34. الطُعْمة ـ بالضم ـ : المأكلة، أي مايؤكل. والمراد الرزق المقسوم.
35. جُنّة الحِكْمة: ما يحفظها على صاحبها من الزهد والورع، وأصل الجُنّة الوقاية، ومنه الدّرع والمجنّ، وما يتقى به.
36. عَسِيب الذَنَب: أصله.
37. الجِران ـ ككتاب ـ : مقدّمُ عُنُق البعير من المذبح إلى المَنْحَر، والبعير أقل ما يكون نفعه عند بروكه، وإلصاق جِرانِهِ بالأرض كناية عن الضعف.
38. استَوْسَقَتِ الإبِل: اجتمعت وانضمّ بعضها إلى بعض.
39. الرَنِقُ ـ بكسر النون وفتحها وسكونها ـ : الكَدِر.
40. عماربن ياسر: من السابقين الأولين.
41. أبوالهيثم مالك بن التّيّهان ـ بتشديد الياء وكسر ها ـ : من أكابر الصحابة.
42. ذوالشهادتين: خزيمة بن ثابت الأنصاري، قبل النبي شهادته بشهادة رجلين في قصة مشهورة.
43. أُبردَ برؤوسهم: أي أرسلت مع البريد بعد قتلهم إلى الفجرة البغاة للتشفي منهم رضي الله عنهم.
44. أَوْهِ ـ بفتح الهمزة وسكون الواووكسر الهاء ـ كلمة توجّع.

1. المِدْرعة: ثوب يعرف عند بعض العامة بالدراعية، قميص ضيق الأكمام، قال في القاموس: ولا يكون إلاّ من صوف.

2. الثَفِنَة ـ بكسر بعد فتح ـ : ما يمس الأرض من البعير بعد البُروك ويكون فيه غلظ من ملاطمة الأرض، وكذلك كان في جبين أمير المؤمنين من كثرة السجود.

3. النوامي: جمع نام بمعنى زائد.

4. الطَوْل ـ بفتح الطاء وسكون الواوـ : الفضل.

5. خَنَعَ: ذل وخضع.

6. يتعاوره: يتداوله ويتبادل عليه.

7. موطَّدات: مُثبّتات في مَداراتها على ثقل أجرامها.

8. التلكّؤ: التوقّف والتباطؤ.

9. ادلهمام الظلمة: كثافتها و شدّتها.

10. السُجُف ـ بضمتين ـ : جمع سِجاف ـ ككتاب ـ : الستر.

11. الجلابيب ـ جمع جِلْبَاب ـ : ثوب واسع تلبسه المرأة فوق ثيابها كأنه مِلْحَفة، ووجه الاستعارة فيها ظاهر.

12. الحَنادس ـ جمع حِنْدِس بكسر الحاء ـ : الليل المظلم.

13. شاع: تفرق.

14. الغَسَق: الظلمة، والداجي: الشديد الظلام.

15. الساجي: الساكن.

16. المُتَطَأطئات: المنخفضات.

17. اليفاع: التل أو المرتفع مطلقاً من الأرض. والسُفْع ـ جمع سَفْعاءـ : السوادء تضرب إلى الحمرة، والمراد منها الجبال، عبّر عنها بلونها فيما يظهر للنظر على بعد.

18. ما يَتَجَلْجَل به الرعد: صوته، والجَلْجَلَة: صوت الرّعد.

19. تَلاشت: اضمحلت، وأصله من لَشِىء بمعنى خَسّ بعد رفعة. وما يضمحل عنه البرق: هو الأشياء التي تُرى عند لمعانه.

20. العواصف: الرياح الشديدة، وإضافتها للانواء من إضافة الشيء لمصاحبه عادةً. والأنواء ـ جمع نَوْء ـ : أحد منازل القمر، يعدّها العرب ثمانية وعشرين يغيب منها عن الأفق في كل ثلاث عشرة ليلةً منزلةٌ ويظهر عليه أخرى.

21. السماء ـ هنا ـ : المطر.

22. الوهم ـ هنا ـ : الفكرة والتوهم.

23. «لا يَشْغَلُه سائل»: لإحاطة علمه وقدرته.

24. النائل: العطاء.

25. الأين: المكان.

26. الأزواج ـ هنا ـ : القُرَناء والأمثال، أي لا يقال: ذوقرناء، ولا هو قرين لشيء، ويراد من هذا نفي الاثنينية والتعدد عنه جلّ شأنه.

27. «لا يُخْلَقُ بعلاج»: أي أنه لا يشبه المخلوقات في احتياج وجودها إلى معالجة ومزاولة، لأنّه بذاته واجب الوجود سبحانه.

28. اللهَوَات ـ جمع لهَاة ـ : اللحمة المشرفة على الحلق في أقصى الفم.

29 المتكلف: هو شديد التعرض لما لا يعينه.

30. الحُجُرات ـ جمع حُجْرة بضم الحاء ـ : الغرفة.

31. المُرْجَحِنّ ـ كالمقشعرّ ـ : المائل لثقله والمتحرك يميناً وشمالاً.

32. متولّهة: أي حائرة أو متخوّفة.

33. الرياش: اللباس الفاخر.

34. الطُعْمة ـ بالضم ـ : المأكلة، أي مايؤكل. والمراد الرزق المقسوم.

35. جُنّة الحِكْمة: ما يحفظها على صاحبها من الزهد والورع، وأصل الجُنّة الوقاية، ومنه الدّرع والمجنّ، وما يتقى به.

36. عَسِيب الذَنَب: أصله.

37. الجِران ـ ككتاب ـ : مقدّمُ عُنُق البعير من المذبح إلى المَنْحَر، والبعير أقل ما يكون نفعه عند بروكه، وإلصاق جِرانِهِ بالأرض كناية عن الضعف.

38. استَوْسَقَتِ الإبِل: اجتمعت وانضمّ بعضها إلى بعض.

39. الرَنِقُ ـ بكسر النون وفتحها وسكونها ـ : الكَدِر.

40. عماربن ياسر: من السابقين الأولين.

41. أبوالهيثم مالك بن التّيّهان ـ بتشديد الياء وكسر ها ـ : من أكابر الصحابة.

42. ذوالشهادتين: خزيمة بن ثابت الأنصاري، قبل النبي شهادته بشهادة رجلين في قصة مشهورة.

43. أُبردَ برؤوسهم: أي أرسلت مع البريد بعد قتلهم إلى الفجرة البغاة للتشفي منهم رضي الله عنهم.

44. أَوْهِ ـ بفتح الهمزة وسكون الواووكسر الهاء ـ كلمة توجّع.

Developed by Houssam Ballout        Copyright 2019 This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.nfo All Right Reseved This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.