حزيران (ليلى) قد أَهلَّ وأقبلَ
وأَفرحَ يا (ليلى) الوجودَ وأَثمل
فيا ليت شعري كيف أُوفيه حقه
وكيف سأُلبٍسَهُ القصيدَ الأجملَ
أيا ربة الشعر رُحماك إنني
أعيش غراماً داخل (العقل) مُشعلَ
رصدتُ لصوتِ الحق قلبي ومهجتي
وأطلقتُ يا (ليلى) الخيالَ مُطوَّلَ
لما رأيتُ النورَ حباً تَبِعتهُ
وهيأتُ في صدري له القلبَ منزلَ
وصرتُ أسيراً في هواه مُتيماً
أعيشُ حياة الناسكَ المُتأمِل
وباتت حياتي كوكباً في مداره
تسيرُ طريقاً ليس فيه تحوُّل
اعيش نهاري في هواهِ مفكراً
وأشكو له وجدي إذا الليلُ أَلــْيَلَ
حزيران يا( ليلى) به الفجر قد بدا
بنورِ حبيبٍ مشرق الروح أكْمَلَ
يبثُ على الدنيا سلاماً ويرتجي
من الكلِ إنصاتاً له وتمثُّــلَ
إلى جوهرٍ الأديان نادى بصوتهِ
دعوا الظواهرَ فالجواهرُ أجملَ
من العالم العلوي جاء حبيبُنا
معيَّتهُ دين المحبة أنْزِلَ
أتانا تصاحبه من الكون أنجُما
وأخبار ما قد كان أو سوف يحصُل
عن الموت أخبرنا الحقيقة كلها
فأصبح معلومَ الذي كان يُجهلَ
وفضَّ مغاليقَ الأمور التي عصتْ
على الناسِ من بدءٍ الزمان الأَول
عن الكونِ مع كل النجوم وما بها
وعن كل مخلوقٍ له الأرض معْقلَ
عن العدلِ والإنسانُ ينشُدُ ظِلهُ
عن الحبِ والخيرِ الذي فيه يُحملَ
عن المالِ والسرُ الذي فيه. ينطوي
عن الفقرِ يفتكُ بالأنامِ ويقتل
عن صابحِ الجسم لا يشتكي البلا
وعن سقيم يعتريهُ التعلـُّلَ
عن الخوفِ في بعضِ الشعوب يُصيبُها
وعن الأمنِ في الأخرى يحلُّ ويَنْزُل
عن الكواكب والسماء ومن بها
عوالم تحيا في الوجود وتعمل
على هذه الدنيا نعيش حياتنا
ونتركها للعُلوِ أو لِلْتَسَفُّل
أو أنَّنَا عَدلاً نعودُ لِظِلِها
نؤدي حقوقاً عندنا لم تُحَصَّل
هي رحمةَ الباري علينا تُعِيننا
إن التقمصَ فُرصةٌ للأفضل
عقاباً اتينا الأرض نشقى بهمِها
وليس ثواباً لِلورى أو تفضُل
نظامٌ عجيبٌ يحتوي الكون كُلَّه
يقوم بوزنٍ ليس فيه تَخلْخُل
حبيبٌ أيا (ليلى) أنار طريقنا
وأضوى لنا في ظُلمةِ الدرب مِشعل
أزال ضباب الجهل عنَّا بعلمِه
وألبسنا ثوب النُهى والتعقُل
فأصبح يا ليلى حُزيران عيدنا
نعيش به ذكرى الحبيب الأجزل
نجدد عهد الحب جوف قلوبنا
ونُحيي له الأفراح في كلِ مَنزِل
نُعدُ له الوردَ النضِيدَ محبةً
وتفرحُ أنفُسنا إذا الشهر أقبل
فعيدٌ بهيٌ يا حبيب نزفه
إلى حيثِ عالمُك البهيَ الأفضل
عيدٌ سعيدٌ ترتجيهِ قُلوبنا
إلى كل مخلوق له الكون يشمل
عبد الرحمن اليماني