الرسالة الداهشيّة ...
جريدة الهدف 10 آب 1965
الذين يجتمعون الى الدكتور داهش ، وبعضهم علماء وأطبّاء ومثقّفون ، يخرجون من لدنه وعلى شفاههم سؤال واحد :
ما هذا الذي نرى في الثلث الأخير من القرن العشرين ؟
ان الخوارق الروحية التي يأتي بها الدكتور داهش تقطع بأشياء يقف أمامها العقل عاجزا حائرا .
ليس أسهل من التشكيك ومن الاستلشاق ..في عصر مادّي يعيشه . اللامادّيون فقط ، لا يرون فيما يأتيه هذا الرجل بدعا ولا عجبا . فالشرائع تتحدّث عن الأرواح والخوارق . والدكتور داهش يقول :
لم يعد من السهل ارتداد انسان اليوم الى صفاء الايمان بعد طغيان المادّة على حياتنا وانتشار الفساد في مجتمعاتنا ، فجاءت الرسالة الداهشية تؤكد خلود الأرواح وفناء الأجسام ، أي انّ الداهشيّة تبشّر بقيمة المعنويات وتمقت بهرجة المادّيات وفقا لما جاء في الأديان السماوية . وتعتبر قوّة الأرواح الخارقة كمعجزة لهذه الرسالة ووسيلتها الأولى لاقناع الناس بمبادئها .
واذن فالرجل الذي يعيش بيننا منذ نيّف وعشرين عاما وينادي بثبات وايمان أن : تعالوا الى كلمة سواء ، عودوا الى الجوهر والقيمة ، يجب أن نخلي بينه وبين ما هو فيه فقد يصبح له شأن عظيم ...
قد تمضي سنوات أخرى على القول " لا كرامة لنبي في وطنه " . لكن رسالة هذا الرجل لا بد منتصرة ومنتشرة ، وسيكون ناصرها الأبعدون كما يعتقد ، بل بجزم الدكتور داهش نفسه ، والمقربون جدّا اليه .
وغدا عندما يأتي الناس أفواجا من بعيد ، ليروا خوارق هذا الانسان الذي انتظمت فيه الظواهر الروحية ، ويحارب التدجيل والشعوذة حيثما وجدت ، سيصبح لبنان شيئا أخر .
وغدا أيضا عندما تتقبل عقول الناس توضيحه الروحي والحسّي لأشياء كانوا يلوكونها ولا يدركونها ، كقضية الصلب مثلا وتأكيد الدكتور داهش بواسطة الظواهر أنّ للانسان شخصيّات متعدّدة ، وبذلك يترجم القول " ولكن شبّه لهم " ، في ذلك الغد سيكون الانقلاب الكبير ...
حسب لبنان يومئذ أنه سيصبح ثروة سياحية كبرى .
حسبه أن واحدا من بنيه جاء يحسم ، وهو يثبت الايمان في القلوب ، قضايا هي مثار جدل ومتاجرة وانقسام ، كل ذلك في حدود قوله :
" ولعل مبدأ السيّالات الذي تبشر به الداهشية أقوى دليل على تجاوبها مع الاسلام والمسيحيّة ، مع روح هاتين الشريعتين اللتين تلتقيان ، عند الذين يعلمون ...في الجوهر وفي كلّ ما هو قيمة ونافع لبني الانسان ..."